تبدو خطوط الاشتباك في ريف اللاذقية الشمال الشرقي غير بعيدة عن التقاط حرارة التصعيد المسلح في ريفي حماة وإدلب، وخاصة مع انسداد الطرق السياسية في الشمال التي حاولت تركيا الترويج لها وضمانها مدعية قدرتها على إنجاحها لكونها قادرة على إصدار "فتاوى شرعية" يمكن استساغتها من قبل "جبهة النصرة".
خلال اليومين الفائتين، تعرضت بعض قرى ريف اللاذقية الشمال الشرقي لموجات متتالية من القصف بصواريخ "غراد" التي يفوق مداها 50 كم.
وبالرغم من أنها لم تتسبب بوقوع ضحايا في المناطق الآمنة، إلا أن هذه الصواريخ أعادت إلى الجبهات وضعية تذخيرالنار بعد أشهر من هدوء الترقب والاستعداد.
إمصدر نيران "غراد" معروف تماما لدى مقاتلين الجيش السوري المرابطين على خطوط التماس، وغاليتها الساحقة جاء —كما العادة- من مواقع المسلحين القاطنين في القرى المتشابكة بين ريفي اللاذقية وإدلب، وتحديداً بلدتي (الناجية وبداما)، إضافة لأحد المرابض المعتادة في التلة العالية الواقعة خلف بلدة كباني.
قال مصدر عسكري لـ "سبوتنيك" إن المسلحين المنتشرين شمال غربي سوريا تجاوزوا مجددا الخطوط المتعارف عليها التي حددتها الدول الضامنة لمناطق خفض التصعيد والمنطقة منزوعة السلاح، ما استدعى ردا مقابلا من مدفعية الجيش السوري الثقيلة وراجمات الصواريخ المتمركزة فوق تلال (مرج خوخة) و(ربيعة)، والتي وجهت عشرات الضربات المركزة وطالت فيها مناطق انطلاق "الغراد"، كما ساهمت الطائرات الروسية الحربية في سحق عدد من الأهداف المتحركة، وذلك ضمن الرد المباشر على الخروقات الصاروخية.
وبين المصدر ذاته: أن "النشاط المسلح لجيش التركستان (الصينيين) الذين تقدر أعدادهم بنحو 18 ألفا، ازداد في الأيام القليلة الماضية وخاصة أولئك الذين يتمتعون بقدرات قتالية عالية وتسليح وافر ممن يستوطنون مدينة (جسر الشغور) أقصى ريف إدلب الجنوبي الغربي، وهم عادة ما ينسقون عمليات اطلاق الصواريخ والقذائف الحرارية، كما يقومون بين الحين والآخر بمد خطوط التماس بعربات بعضها يحمل ذخيرة وأخرى مخصصة لشحنات الصواريخ الخاصة براجمات الصاروخية، وغالباً ما يتم رصدها سواء في الميدان أو عبر مصادر تمرر للجيش السوري الإحداثيات ما يسهم في تدميرها قبل وصولها.
وأشار المصدر إلى أن الطيران الروسي الإستطلاعي والحربي يلعب دوراً هاماً في تدمير أهداف معقدة بعضها تحت الارض ويخضع للتحصين التدشيم.
Views: 3