محمد سمير طحان


رغم أهمية اللوحات التشكيلية العائدة لفنانين رواد سوريين والتماثيل الأثرية التي تم اختيارها لتكون أغلفة للكتب المدرسية بهدف زيادة الثقافة المعرفية والبصرية لجيل الناشئة وتعريفهم بإرثهم التاريخي والفني والارتقاء بذائقتهم البصرية، وهذا ما كنا نطالب به أعواماً طويلة لكسر جمود الكتب المدرسية وخلق حالة تفاعلية بينها وبين الطالب، ولتكون نافذة تطل به على عوالم الثقافة والفن، لكن طريقة الاستجابة لهذا المطلب بعد طول انتظار هدمت كل الآمال بطريقة التنفيذ السيئة التي مورست بها مهمة التصميم الفني لهذه الأغلفة التي جاءت كما يبدو على عجل ومن دون أدنى اهتمام أو اكتراث لمبادئ التصميم الفني الطباعي التي يجب أن يتحلى بها المصمم من ناحية اختيار الصورة المناسبة في البداية، ووضعها ضمن إطار فني جذاب لتألفها العين وتخدم الهدف المرجو منها، إلى جانب عبثية واضحة في اختيار عدد ليس بالقليل من الصور التي وضعت على أغلفة كتب أخرى بشكل جعل هذه الكتب منفّرة لكل عين تقع عليها كغلاف كتاب العلوم للصف الأول من التعليم الأساسي ومثيله للصف الثاني الثانوي العلمي وغيرها من الكتب.
استسهال واضح في العمل من قبل مديرية المناهج تنم عنه أغلفة الكتب المدرسية الجديدة، مما يعكس حالة الهدر في الإمكانات والطاقات المتاحة في وزارة التربية في وقت نحن في أمس الحاجة فيه لترشيد وحسن توجيه كل إمكاناتنا وقدراتنا المادية والبشرية للنهوض من دمار الحرب التي نعيشها منذ أكثر من ست سنوات، لنعيد بناء الإنسان والمجتمع الذي يبدأ من بناء الأجيال القادمة بمناهج مدرسية متطورة ومتكاملة في توجهها المعرفي والعلمي والثقافي والتربوي والوطني والفني، وهذا يتطلب تطابق الرؤى التطويرية الاستراتيجية التي توضع من قبل المعنيين مع المنفذين لها من أفراد ومديريات ضمن مؤسساتنا بكل توجهاتها المتنوعة.
Views: 4