لطالما قدّم المنتخب الإيراني نجوماً كباراً للكرة الآسيوية. التشكيلة الحالية تضمّ عدداً من اللاعبين المميزين أمثال سردار أزمون (اعتزل بعد مونديال روسيا ثم عاد عن اعتزاله) ومهدي تاريمي وعلي رضا جاهنباخش والحارس علي رضا بيرنفاند والقائد المخضرم مسعود شجاعي الإيراني الوحيد الذي شارك في 3 نسخ من كأس العالم. هذا هو دأب الكرة الإيرانية على الدوام في فترات مختلفة، لكن يبقى لجيل التسعينات والسنوات الأولى من الألفية الجديدة رونقه الخاص، إذ في خلال تلك الفترة كانت الكرة الإيرانية تعجّ بالأسماء الكبيرة والأبرز التي مرّت على المنتخب الإيراني في تاريخه.
من يمكن أن ينسى في تلك الفترة علي دائي ومهدي مهدافيكيا وخوداداد عزيزي وكريم باقري وحميد إستيلي والحارس أحمد رضا عبد زاده؟ جيل رائع للكرة الإيرانية بقيادة المدرب المحلي جلال طالبي تمكّن من الوصول إلى نهائيات مونديال 1998 في فرنسا بعد أن تخطّى في الملحق الآسيوي الأوقياني منتخب أستراليا القوي حينها بوجود مارك فيدوكا وهاري كيويل عندما تعادلا في طهران 1-1 ذهاباً ثم تعادلا إياباً في ملبورن 2-2 بعد أن تقدّم الأستراليون بهدفين مبكرَين ثم تمكّن الإيرانيون من معادلة النتيجة في الدقائق الأخيرة بهدفَي باقري وعزيزي في مباراة شهيرة لن ينساها الشعب الإيراني واحتفل كثيراً بها تماماً كاحتفاله بالفوز التاريخي على الولايات المتحدة 2-1 في المونديال الفرنسي.
لكن لماذا العودة إلى ذلك الجيل تحديداً حالياً؟ ذلك لأن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم اختار 3 لاعبين منه الأفضل في مراكزهم في تاريخ بطولة كأس آسيا. الحديث هنا هو عن مهدي مهدافيكيا أفضل مدافع وعلي دائي أفضل مهاجم وعلي كريمي، الذي لحق بذلك الجيل في أعوامه الأخيرة، أفضل لاعب وسط.
هذا الاختيار يبدو مستحقّاً من أعلى سلطة كروية في قارة آسيا ويُعطي ذلك الجيل حقّه. ذلك الجيل الذي حمل الكرة الآسيوية إلى الكرة الأوروبية وتحديداً الألمانية إذ إن عدداً كبيراً من اللاعبين الإيرانيين حينها احترفوا في "البوندسليغا" وتركوا أثراً كبيراً فيها. مهدافيكيا ودائي وكريمي كانوا في طليعة هؤلاء.
أن يكون مهدافيكيا أفضل مدافع في تاريخ كأس آسيا، فهذا ليس غريباً ومستحقّاً تماماً، إذ دون مبالغة فإن قارة آسيا لم تعرف ظهيراً بمواصفات مهدافيكيا من خلال سرعته ومواكبته الفعّالة للهجوم وصلابته في الجانب الدفاعي، والأهمّ من ذلك أنه كان خير ممثّل لكرة إيران وآسيا في ملاعب أوروبا عندما لعب لسنوات طويلة في هامبورغ العريق في الكرة الألمانية وتألّق فيه وكان من أفضل لاعبيه في تلك الفترة.
أن يكون علي دائي أفضل مهاجم في تاريخ كرة آسيا، فهذا، أيضاً، ليس غريباً ومستحقّاً، إذ يكفي القول أن دائي، الذي تميّز بالألعاب الهوائية وإجادته التمركز في منطقة الجزاء واستثمار الفرص ببراعة، هو أول لاعب في تاريخ الكرة يصل إلى 100 هدف دولي وذلك عام 2004 متخطّياً الأسطورة المجري فيرنيك بوشكاش والبرتغالي كريستيانو رونالدو.
وعلى غرار مهدافيكيا، فإن دائي عرف نجاحاً في ملاعب ألمانيا ولعب لفرق أرمينيا بيليفيلد وهيرتا برلين وتحديداً العملاق بايرن ميونيخ الذي كان يضم حينها الأسطورة لوثر ماتيوس والنجم البرازيلي السابق جيوفاني إيلبر وغيرهم.
أن يكون علي كريمي أفضل لاعب وسط، فهذا، أيضاً وأيضاً، ليس غريباً ومستحقّاً، إذ إن كريمي كان بموهبته الفذّة ومهاراته ساحراً كروياً بكل ما للكلمة من معنى في مركز صانع الألعاب ما دفع بايرن ميونيخ للتعاقد معه حيث لعب في الفريق الذي ضم نجوماً أمثال مايكل بالاك والهولندي روي ماكاي.
باختصار، مهدافيكيا ودائي وكريمي صورة مشرقة للكرة الإيرانية والآسيوية.
المصدر : وكالات إيرانية + الميادين نت
Views: 1