وخاطب وزير الثقافة محمد الأحمد الفائزين خلال كلمة له “إن ثقافة بلدكم وشعبكم تتشرف بكم وبعطائكم وبما بذلتموه من كد وجهد من أجل أن تقدموا صورة ناصعة وحقيقية عن حضارة سورية وإرثها الغني وإسهامها الكبير في تاريخ الإنسانية”.
وأكد وزير الثقافة أن سورية تحظى بطاقات هائلة كما ونوعا وتضم كوادر في مجالات عديدة ففيها رغم الحرب الظالمة وفرة من المبدعين بالشعر والقصة والرواية والمسرح والسينما ومختلف الفنون الذين لم يتوقفوا عن ممارسة دورهم وزادتهم الحرب إصراراً وصمودا وتحديا وتناغموا بروعة مع جيشهم وشعبهم في درء العدوان.
وتابع الأحمد “إن سورية صمدت بفضل قيادتها وجيشها وأبنائها المدافعين عنها وبفضل ثقافتها العريقة وحضارتها الممتدة في التاريخ وبفضل الأدباء والباحثين والفنانين المبدعين”، مؤكداً أن إرادة السوريين هي المضي قدماً في الطريق التي يشقونها اليوم بصلابة واقتدار من أجل إعلاء كيان الحب والحياة والخير والجمال وأن النشاطات الثقافية المقامة يوميا تشكل إيقاعاً لحياتنا الثقافية التي تأبى الرضوخ والاستسلام.
وعاد الأديب حسن م يوسف في كلمته بذاكرته إلى الماضي البعيد منذ نشأته وشبابه الباكر في قريته الدالية بريف اللاذقية إلى دراسته الجامعية بدمشق وتفاصيل أثرت في مسيرة حياته مستذكرا شخصيات وقفت معه وآمنت به وساندته حتى شق طريقه في عالمي الأدب والصحافة قائلاً “لم نعط الكلمات لنختبئ خلفها والكلمة التي لا تجعل الإنسان أرقى وأنقى هي مجرد كتابة في الهواء”.
وقال “حاولت من خلال فيلم رؤية صلاح الدين من إخراج وإنتاج نجدت إسماعيل أنزور قبل 17 عاماً أن أصرخ بوجه العرب وأن يطلقوا سراح عقولهم لكن الصرخة تبددت” موجهاً الشكر لأبطال وشهداء الجيش العربي السوري الذين صانوا وحدة التراب الوطني وحرسوا أيامنا وليالينا ومكنونا أن نعيش ونكتب ونحتفل ونحظى بالتكريم.
وختم يوسف كلمته بالقول “أقصى الصلابة فولاذ دمشق.. وأقصى النعومة بروكار دمشق وأقصى العذوبة فيجة دمشق وأقصى الجمال نساء دمشق وأقصى الدماثة إنسان دمشق وأقصى البطولة يوسف عظمة دمشق وأقصى القداسة تراب دمشق”.
وقال الأب الياس زحلاوي في كلمته “كان حسبي في كل ما قدمته أن يكون انعكاسا لما يمليه علي الواقع الذي أعيشه في وطني بالكلمة المغناة والموضوعة والمترجمة وكان همي الكبير في كل ما عملت به هو الإنسان في سورية والوطن العربي والعالم حيث اكتشفت بفضل تعاوني مع الشباب في سورية قضايا مطروحة وحساسة من أهمها نزعة الهجرة لدى الشباب الجامعي منذ عام 1962 ولمست أن هؤلاء محرومون من الفرح كونهم كانوا يعانون من أمور ضاغطة لا تتيح التعبير بالكلمة الحرة عن أعماقهم”.
وأشار الأب زحلاوي إلى أن ما يحدث اليوم في نطاق ما يسمى الربيع العربي هو ترجمة حرفية للفساد الذي استشرى وباتت فيه بعض القيادات العربية تبيع دولها وشعوبها للعالم أجمع ولا سيما للكيان الصهيوني الذي زرع في أرضنا وأخذ يبتلعنا شيئاً فشيئاً ويؤلبنا على بعضنا مستعرضا مؤلفاته البحثية وترجماته التي تناولت التعايش بين أبناء الديانات السماوية في سورية والخطر الذي تمثله السياسات الأميركية إزاء شعوب الأرض وجوقة الفرح التي أسسها لبناء جسور روحية بين أبناء الوطن الواحد في سورية ومع الوطن العربي والعالم.
وختم الأب زحلاوي كلمته قائلاً “لقد من الله علي أن أخلق وأعيش في سورية وانطلق منها للعالم لأقول من أراد أن يكرم الله فليكرم الإنسان ومن أراد أن يصلي فليتصل بالإنسان وهذا بنظري أهم وجوه أي بحث يستطيع فرد أن يقدم عليه وكل الأبحاث خارج الإنسان لا قيمة لها”.
وشكرت الفنانة ميادة حناوي وزارة الثقافة على هذا التكريم الذي يأتي ضمن مباردة وطنية تسعى لتكريم المبدعين السوريين.
وسلم كل من عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الدكتور مهدي دخل الله ووزير الثقافة محمد الأحمد في ختام الحفل جائزة الدولة التقديرية وميدالية ذهبية مع براءتها.
Views: 1