بقدمين من ريح يعبر القاص علي الراعي عتباته القصصية ليقف القارئ أمامها بقدمين من دفء ورأس من تأمل وغياب عبر مجموعته الصادرة حديثا بعنوان “كعبور عتبات بقدمين من ريح”.
ويقسم الراعي مجموعته إلى خمسة أجزاء أو عتبات يؤلف كل جزء منها مجموعة قصص تتنوع شكلاً بين القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا المقاربة لقصيدة الومضة كما تتنوع طرحها بين الهم الوطني والاجتماعي والوجداني مستخدماً مفردات سهلة قريبة من الناس ليؤنسنها بشفافية وعمق في عبور أسوار الجسد والروح.
عتبة حزينة أولى عتبات المجموعة يفتتحها بمعايشة جراح سورية الناتجة عن تداعيات الحرب الارهابية بقصة “أمومة” ويختتمها بقصة قصيرة جدا بكلماتها عميقة بمدلولاتها تعزف على وتر الحنين الذي نشعر به.
وفي عتبة “حب” تضيق العبارة ليتسع المعنى في ومضات معبرة على شكل قصص قصيرة جدا مثل “جنحة” التي قال فيها غادرها مترنحا ثملا بحبها قبض عليه بتهمة تعاطي المشروبات الروحية.
أما في عتبة “حيرة” فقصصها مليئة بالحيرة والتساؤلات وتناقضات العشق والحياة ففي قصة “أزرق” يغيب الشاعر في زرقة البحر ولون عينيها بينما تصر هي على أنها زرقة عادية ويفترقان كل في حيرته.
تقع المجموعة في 143 صفحة من القطع المتوسط صادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب.
والقاص الراعي كاتب وصحفي محرر في عدد من الصحف وهو رئيس الدائرة الثقافية في جريدة تشرين صدر له عدد من الكتب البحثية والفنية والأدبية منها “كومة رماد” قصص و”دروب في المشهد التشكيلي السوري” نقد فني.
سانا
Views: 2