تطرقت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" إلى مفاوضات أستانا بشأن تسوية الأزمة السورية؛ مشيرة إلى أنها تشكل نقطة تحول في الحرب السورية. جاء في مقال الصحيفة: اختتمت في العاصمة الكازاخستانية أستانا، يوم 24 يناير/كانون الثاني الجاري، مفاوضات استمرت يومين بين وفدي الحكومة السورية وفصائ
ل المعارضة المسلحة، التي وقعت اتفاق وقف إطلاق النار. وقد أصبحت هذه المفاوضات ممكنة بعد الاتفاق، الذي توصل إليه فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي. وسأل وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، قبل انطلاق مفاوضات أستانا: "ماذا كان ينقص المفاوضات؟ وأجاب: مشاركة أولئك الذين يحددون الوضع بصورة واقعية. سموهم كما تشاؤون، "تشكيلات مسلحة"، "فصائل معارضة مسلحة". ومع ذلك لا تزال بعض المراكز السكنية، بل ومناطق مثل الرقة تحت سيطرة المتطرفين. أي أن الحرب مستمرة. تقول المواطنة السورية فانيك غونيان من سكنة دمشق: "لقد ابتعدت العمليات الحربية عن المدينة، وليس للإرهابيين إمكانات لقصف الأحياء السكنية، وأنا لم أعد أفكر عند مغادرتي المنزل فيما إذا كنت سأعود إليه مساء. فانيك تتذكر مآسي عام 2015، عندما بدأت القوة الجو–فضائية الروسية عملياتها الحربية قبيل أسابيع معدودة من إمكان سقوط العاصمة دمشق بيد الإرهابيين. لقد كان مصير الملايين من سكان دمشق مجهولا ولا يحسدون عليه، إما الهرب أو العبودية عند المتعصبين الدينيين، الإهانة أو الموت… "لا نزال نعاني من مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، ونقص المياه، خاصة بعد تمكن المتطرفين من إصابة حوض المياه الرئيس في المدينة بأضرار. ومع ذلك تعود الحياة إلى طبيعتها". أما الأوضاع في مدينة حلب، التي حررت قبل فترة، فهي أسوأ بكثير مما في دمشق. ومع ذلك تعود الأوضاع تدريجيا إلى طبيعتها أيضا، وقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن استجابة المنظمات الإنسانية لنداءت تقديم المساعدات إلى سكان حلب. من جانب آخر، شنت الطائرات الروسية والتركية غارات مشتركة على مواقع "داعش" في ضواحي مدينة الباب السورية، حيث يهاجم مسلحو "جيش سوريا الحر" الذي تدعمه تركيا، المدينة على الأرض. أما على الجانب الآخر لنهر الفرات، فتتقدم الوحدات الكردية نحو مدينة الرقة عاصمة "الخلافة". إلى ذلك، شنت طائرات التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة غارات على مواقع "داعش" في سوريا. وأشار رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية الفريق سيرغي رودسكوي إلى أن طائرات التحالف تهاجم مواقع "داعش" في مدينة الموصل العراقية، ما يفضي إلى تدفق المسلحين منها إلى دير الزور والباب في سوريا. وهذا الأمر جعل طائرات القوة الجو–فضائية تكثف غارتها على مواقع "داعش" في دير الزور، الذي يهاجم مواقع قوات الحكومة السورية هناك. يقول الخبير العسكري فيكتور موراخوفسكي إن تحرير حلب، مع ذلك، كان انعطافا حادا في مجرى الحرب السورية، وإن ما يشهد على هذا الانعطاف "سحب روسيا 10 قاذفات قنابل من طراز "سوخوي-24"، وهذا العدد يعادل نصف عددها في قاعدة حميميم بسوريا. كما أن مغادرة الطراد الثقيل "الأميرال كوزنيتسوف" مسرح العمليات الحربية كان دليلا آخر على هذا الانعطاف. ومقابل ذلك، عززت روسيا طائراتها الهجومية من طراز "سوخوي– 25" في سوريا. وهذا يشير إلى أن الدور الأهم حاليا هو لطائرات دعم القوات البرية من الجو. ويضيف الخبير أن روسيا تدعم سوريا بالسلاح والمعدات العسكرية، وإذا تمكن الرئيس بشار الأسد من المحافظة على الهدنة مع "المعارضة المعتدلة"، فسيصبح بإمكانه محاربة "داعش" و"النصرة" معا
.jpg)
Discussion about this post