رغم أني لست من قرّاء «السفير» الورقية بل من المدمنين على قراءتها كل صباح على النت.. لكني شعرت بحزن عميق في أول يوم غابت فيه عن المكتبات وباعة الشوارع..
الصحفي والإعلامي الكبير طلال سلمان «أبو السفير» شرح ومهّد لهذا المصاب الجلل منذ مدّة طويلة.. ضائقة مالية.. هي التي أودت بالسفير وطرحتها أرضاً وحوّلتها من ورقية الى الكترونية!!..
الأستاذ الجليل حصر الأمر بـ«الورق»!! وقال أنه مكلف.. جاء عصر الإنترنت فحوّل «المعلومة» الورقية الى «هباءً منثوراً».. وهذا شيء صحيح.. لأنه سبب مقنع ومتفق عليه.. فلم التق بناشر أو دار نشر أو مؤلف أو صاحب أي اصدار ومن أي مستوى يومي، أسبوعي بل وحتى الشهري والفصلي والسنوي.. إلا واشتكى من عزوف القرّاء -يقصد الشرّاء- عن اصداره وراحوا يضعونه على النت بالمجان.. وهنالك مثل عند أهل المشرق يقول: «حار وطازج ورخيص».. وهم يقصدون بذلك رغيف الخبز الذي لا تجتمع فيه هذه الصفات الثلاث مطلقاً.
الأزمة متفق عليها يا أستاذ طلال يا سلمان لكني أختلف مع حضرتك على أنها السبب الرئيس في اغلاق الصحف.. فإن القاصي والداني يعلم علم اليقين أنه ليست هنالك صحيفة -في وطننا الأجل على الأقل- تبيع نسخها للقرّاء وتجمع نقود مقرّها ومكاتبها وعقود موظفيها وكتّابها وثمن ورقها وطبعها وتوزيعها والخ الخ..
يا سيد طلال يا سلمان.. خذ على سبيل المثال زميلات السفير اللبنانيات النهار، البلد، المستقبل، الأخبار، والخ الخ.. كلهم عندهم أزمة مالية.. النهار على سبيل المثال لم تدفع أجر لموظفيها منذ (14) شهراً!! أما المستقبل وهي بتاع دولة الرئيس الملياردير الشيخ سعد الحريري فيقول موظفوها أنهم «لم يتذكروا آخر مرّة أخذوا فيها رواتبهم»!!..
Views: 1