يعتبر تراث الشعوب خزانة طبية شاملة وسلاحاً فاعلاً لمكافحة الاضطرابات الصحية ومعالجة الأمراض المعندة والمستعصية. فالغفوة بعد الظهيرة الشهيرة في اسبانيا أحد أهم الأسباب الكامنة وراء انخفاض معدلات الإصابة بأمراض القلب بين الرجال الأسبان.. حيث أشارت الدراسات إلى أن الاستغراق في القيلولة يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم بصورة ملحوظة, ويبقي الإنسان في مأمن من أمراض القلب. كذلك اشتهر الهولنديون بقوة أقدامهم.. لكن ذلك لا يرجع إلى أن أحذيتهم كانت مصنوعة من الخشب بل لأنها مصممة بطريقة تكفل للقدم راحتها التامة أما سكان كينيا فضلاً عن نشأتهم إلى جانب النمور هناك سبب لفوزهم عشرات المرات المتتالية في سباقات الجري وهو أنهم نادراً ما يلبسون الأحذية, الأمر الذي جعل أقدامهم شديدة القوة وأكسبها مقدرة عالية على التحمل وقلل فرص إصابتها بالأمراض وفي فرنسا يتناولون جبن أل (تشيدر) التي تحتوي على عدة مكونات من شأنها مضاعفة مقاومة ميناء الأسنان لخطر التسوس, كما تبطل التأثيرات المضرة للرواسب القلحية. أما في صقلية حيث تكتظ أشجار الليمون يتمتع أبناؤها بيقظة الذهن واتقاد الذكاء والقدرة على التركيز بسبب عبير الليمون وفي اليابان يتناولون الأعشاب البحرية التي تؤخر الإصابة بالصلع ومن المحتمل أن تزيد كثافة الشعر لغناها بعنصر اليود الضروري لنمو الشعر وسلامة صحته. أما سكان ابخازيا فإنهم يعمرون طويلاً بسبب حرصهم على تناول (الكفير) بكثرة وهو حليب مخمر يحتوي على بكتيريا تنشط في المجرى الهضمي وتساعد على هضم الطعام بسرعة ولاشك أن وجودها بكثرة في الجهاز الهضمي يكفل لخلايا الأمعاء صحتها مع تقدم العمر الأمر الذي يساعد بدوره على تحقيق أقصى درجات الاستفادة من كافة العناصر الغذائية المتواجدة في الطعام هكذا عرفنا سر تمتع الأسبان بقلب معافى, والفرنسيين بأسنان قوية, والصقليين بالذكاء, واليابانيين بشعر رائع والإبخازيين بالعمر السعيد والمديد.
مراسل البلاد- عبد الرحمن جاويش
Views: 1