وجعلت من المحتم علينا بداية التبصر بها مطولاً، والوعي بها بعمق وتحليلها بدقة كخطوة أولى لمواجهتها، لأنها تعيد إنتاج نفسها بلبوس جديد وبأشكال مختلفة، موظفة ظلام التاريخ وكل آلات الحقد والتوحش.
صناع الحقد
ويعدّ آل سعود أهم صنّاع الحقد والتوحش لما لهم من دور بارز في تشويه صورة الدين الإسلامي وتحريف تعاليمه لإنشاء أجيال إرهابية، ترفع الدين شعاراً لتكفير الآخر وإلغائه، هذا ما أكده الدكتور «محمد عيد» خلال المحاضرة التي ألقاها مؤخراً في المركز الثقافي في طرطوس، تحت عنوان «آل سعود وصناعة التوحش»، حيث أشار إلى التحالف الصهيو-وهابي الذي أنتج مؤلفات وأوجد أشخاصاً مدعين لإصدار الفتاوى التي تخدم الفتنة والصهيونية، وتحاول طمس كل القيم الدينية المضيئة والحضارية للدين السمح، وإظهار تعاليم وبدع شيطانية وربطها بالإسلام، والإسلام منها براء.
ولفت المحاضر إلى قول الرئيس الأمريكي ريغان: «ذات يوم سيدافع المسلمون عن أمريكا في أفغانستان»، وبيّن أن «بريجنسكي» أكد في أكثر من مرة على «ضرورة استثمار ما لدى المسلمين من طاقات جهادية بما يخدم أمريكا».
وأشار الدكتور عيد إلى بعض المرجعيات والمصادر التي تعتمد السعودية عليها في نشر مشروعها التكفيري الوهابي مثل: «فكر ابن تيمية، وابن القيم، وابن عبد الوهاب، وناصر الدين الألباني، وابن عثيمين، وهؤلاء نماذج بدائية ظلامية تتناسب والحالة المتردية التي نعيشها، وذلك خلاف اللحظة التاريخية النهضوية الرائعة التي عاشتها أمتنا في بدايات القرن العشرين، حيث استعادت أمتنا واستحضرت التراث العقلي ممثلاً بالمعتزلة، وابن الهيثم، وابن رشد، والرازي، وغيرهم من رموز التطور والتنوير والتساؤل الخلاق».
فتاوى عن فلسطين
ثم تطرق الدكتور عيد إلى السنوات العشر التي قضاها في السعودية، مؤكداً أن كل شيء في هذه المملكة المتهالكة يحمل بصمة صهيونية، تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً، وقال: «كانت البداية عندما جاورني رجل من أهل الرياض، تبيّنت فيما بعد أنه معارض شرس للنظام السعودي، وأتحفظ على ذكر اسمه لأنه لايزال يشغل منصباً حساساً»، وبعد أن وثق بي أخبرني في لحظة غضب أن استخبارات المدينة المنورة (واقعة بمنطقة الجرف بجوار الجامعة الإسلامية)، فيها 49 ضابطاً أمريكياً إسرائيلياً، ومن ضمن المهام الموكلة لهم التدقيق في كشوفات الحجاج، وقد أطلعني في حينها على صك عبد العزيز آل سعود لليهود يقول فيه: «إني أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود أقّر وأعترف ألف مرة ولا مانع عندي من إعطاء اليهود المساكين فلسطين، ولا أخرج من هذا الرأي حتى تصيح الساعة»، ويتابع: «كما أطلعني على فتوى لمحمد ناصر الألباني يؤكد فيها على ضرورة خروج الفلسطينيين من أرضهم، ويعدّ الألباني –حسب الدكتور عيد- أهم مرجع وهابي في العلم الحديث، أي حديث نبوي ينبغي أن يعتمده الألباني حتى يتم تداوله على مستوى أصحاب المنهج السلفي عامة والوهابية خاصة».
وفي سياق الحديث عن الفتاوى اليهودية الوهابية يذكر المحاضر فتوى «ابن باز» مفتي السعودية السابق يقول فيها: «يجوز الصلح الدائم مع اليهود بلا قيد ولا شرط»، وزعم أن هذا يوافق الكتاب والسنة، وقد صدرت هذه الفتوى من مكتبه الخاص.
حقيقة آل سعود
وأشار إلى وجود ما لا يقل عن 3000 عنوان في مكتبة الحرم النبوي الشريف، كما أن هناك قسماً كبيراً لأسماء فرق وأديان مخصصة للنيل من كل المذاهب والأديان والطرق وتكفيرها، وعدّها «مشرِكة» وتوحيدها ناقصاً، وأكثر شراً من المجوس على حد تعبيرهم.
وذكر الدكتور عيد بعض المصادر والوثائق التاريخية التي تؤكد يهودية آل سعود، وأن ما يتردد في العالم العربي من آل سعود يهود أصلاً، وأن جدهم حقيقة هو «موردخاي بن ابراهيم بن موشي»، مشيراً إلى اللقاء التاريخي سنة 1747 بين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود حفيد موردخاي، ففي هذا اللقاء تم الاتفاق على صيغة عمل سياسي ديني موحد لتدمير العالم الإسلامي، واعتمادهم المطلق على فكر ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب المتناقضين تماماً مع الدين الإسلامي الصحيح، حيث إن جميع الفتاوى في السعودية مستقاة منهما، ومخطئ من يظن أنهم يقيمون وزناً لرسولنا الكريم أو لكتاب الله المقدس، ولذلك نرى أن المجتمع السعودي متوحش ومتطرف بالفطرة، ولا يوجد دولة في العالم إلا وتشتكي من ظلم وتطرف وجور آل سعود، وأن جميع حركات التطرف والإرهاب في العالم تتلقى الدعم والتمويل منهم، ولاسيما الجماعات المتطرفة المنتشرة في منطقتنا العربية، وما تشهده سورية منذ أكثر من خمس سنوات خير دليل على جنونهم وتطرفهم.
Views: 1