عطش للسينما
يأتي هذا المشروع بمبادرة من مجلس الشباب السوري وبالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية وجامعة تشرين واتحاد الطلبة، ويمكن القول: إن المشروع وفكرته وليد مهرجان خطوات السينمائي الذي يقام منذ حوالي ثلاث سنوات في مدينة اللاذقية، وتالياً فإن ولادة هذا المهرجان وكذلك الأكاديمية تعكس مدى تعطش الناس والشباب بشكل خاص لمشاهدة وصناعة السينما، في الوقت الذي لم يعد توجد صالات للسينما حالياً في اللاذقية.
ويرى القائمون على «مجلس الشباب السوري» أن الهدف من الأكاديمية تعليم الشباب المهارات الأساسية في السينما كالصوت والسيناريو وإدارة المونتاج والإنتاج والإخراج والتصوير، فللأسف لا توجد في سورية كلية تعمل في هذا المجال، وتالياً يمكن عد الأكاديمية نواة لإقامة كلية متخصصة بدراسة السينما في الجامعات السورية مستقبلاً.
قدمت الأكاديمية حتى الآن ثلاث دورات تدريبية بمعدل دورة كل ستة أشهر، والدورة الحالية تتضمن مستويين، الأول 25 طالباً، والمستوى الثاني من طلاب الدورات السابقة، وعددهم أيضاً 25 طالباً، مقر الأكاديمية حالياً في كلية التربية في جامعة تشرين باللاذقية، ولقد أنتجت العام الماضي 8 أفلام قصيرة ستتم المشاركة بها في مهرجان خطوات السينمائي القادم.
وتشارك في تدريس الفنون السينمائية مجموعة من المختصين مثل المخرج جود سعيد، الكاتب حسن م. يوسف لمادة السيناريو، عليل خليل مادة الصوت، المخرج والمونتير سيمون الهبر من لبنان، وائل عز الدين المتخصص بالتصوير والإضاءة، عصام خليل لمادة المونتاج.. وغيرهم.
مذكرة تفاهم
من ناحيته قال هاني عاقلة مدير العمليات في المنطقة الساحلية في الأمانة السورية للتنمية: إن هناك مذكرة تفاهم تم توقيعها بين مجلس الشباب السوري والأمانة السورية للتنمية تتضمن عدة بنود منها التنسيق بين بعضهما لتطوير برامج تدريب واستفادة كل مؤسسة من موارد الأخرى، والتنسيق لتقديم الاستشارات الفنية والمهنية لأي جهة سواء أكانت في مدينة اللاذقية أو خارجها كي تكون تلك الجهة متمكنة من تقديم خدمة للمجتمع، ويخص هذه الاتفاقية عدة فعاليات وهي أكاديمية السينما وفعاليات ونشاطات قادمة مثل أسبوع الموضـة، مبــادرات مجتمعيـــة كـ «اللاذقية مدينة التطوع»، إضافة لمهرجان خطوات السينمائي.
خطوة تمهيدية
يقول المخرج سيمون الهبر من لبنان: هذه الخطوة ممتازة لأنها تفتح المجال للناس أو من لديهم رغبة بمعرفة كيفية صناعة الأفلام، بعد ذلك يمكن للذي يحب أن يتخصص ويطور نفسه بهذا المجال أو ذاك بعدة طرق، وهي بالتأكيد لا تحل محل الدراسة الأكاديمية للسينما، فالدورة تقام على مدى شهرين في السنة أو خلال ستة أشهر، وهذا ليس كافياً لكي يعدّ الشخص نفسه مخرجاً أو مونتيراً، هي خطوة تمهيدية باتجاه دراسة السينما.
إن الجهات القيمة على الموضوع تعرف ماذا تريد وتختار الأساتذة في الورشات المختلفة بعناية لتقديم الاستفادة للطلاب في الأكاديمية.
ويضيف الهبر: «لمست جدية كبيرة لدى قسم كبيرة من الطلاب، ففي النهاية إذا نتج لدينا من هذا العدد خمسة أو ستة متابعين فهذا بحق يعد إنجازاً كبيراً. خلال الورشة درست الطلاب المونتاج وحاولت أن أرفع حساسية الطلاب لهذا الفن لأنه الأساس في صناعة الفيلم فمن خلاله تخرج الصيغة الأخيرة للفيلم».
وأشار الهبر إلى أنه عندما يمر البلد في أزمة، ويوجد أناس ينظمون ورشات كهذه فهذا يعني أننا بخير، فما يحدد مستقبل الشعوب إجمالاً هو كيف يتصرفون خلال الأزمة.
مضيفاً أن الأكاديمية والنشاطات والمبادرات الخلاقة المشابهة في هذا الوقت بالذات تعطينا الأمل بأن هذه الأزمة ستنتهي، ونحن جاهزون لنرجع كما كنا سابقاً، ومن الخطأ أن يكتفي بعض الناس بالقول علينا تأمين لقمة العيش فقط، صحيح قد نؤمن لقمة العيش لكن في المقابل تموت روحنا وهنا تكمن الخطورة.
ليست بديلاً…
وأشار عصام خليل، ومدرس مادة المونتاج، إلى أن فكرة الأكاديمية بدأت مع مهرجان خطوات السينمائي، وتكمن أهميتها بوجود مكان لتعليم المبادئ السينمائية، فالذين قدموا أفلاماً في مهرجان خطوات كانت لديهم أخطاء كثيرة ناتجة عن قلة دراية، وفي ظل عدم وجود أي مكان في سورية لتعليم فنون السينما ارتأى مجلس الشباب السوري أن يقيم ورشات تدريبية لمبادئ وفنون السينما.
وأضاف خليل: نحاول خلال فترة الشهرين إعطاء الطالب كيفية منتجة أي مادة يريد تصويرها كمبادئ أساسية تقنية، بينما الناحية الفنية والإبداعية تحتاج للدراسة سنوات، ولا يمكن أن تكون هذه المبادرة بديلاً عن الدراسة الأكاديمية الجامعية. وهناك مشروع يتوقف تنفيذه على جدية الطلاب بأن يقوموا بإنتاج فيلم طويل، وسيكون كاتب السيناريو من الطلاب أنفسهم، والحوارات سيشارك فيها جميع الطلاب، وعلى الأغلب سيكون الكاتب حسن م. يوسف مشرف السيناريو، وبعد تجهيز السيناريو تبدأ مرحلة الإعداد والتحضير التي تتضمن أن يقوم الطلاب أنفسهم باستطلاع مواقع التصوير واختيار الممثلين والمرحلة الثالثة هي المونتاج.
الفيلم نتاج جماعي
آمنة عبد الحميد من طلاب الأكاديمية قالت: لقد أتينا كطلاب إلى مجال السينما الذي نحب، ولكن من دون أي معلومة، أخذنا دورات عن كل المواضيع التي تهم السينما، وفيما بعد يتم التركيز على الشيء الذي يحبه كل شخص، فأنا مثلاً أحب الإخراج والمونتاج، وأتمنى أن أتمكن من التعبير عن وجهة نظري بالحياة من خلال ذلك.
نهله حيدر أيضاً من طلاب الأكاديمية قالت: من المتابعة أحببت العمل بالمونتاج، واكتشفت أن الفيلم ليس صناعة المخرج فقط، بل هو نتاج مشاركة كل الكادر الذي يعمل في الفيلم، والأفلام التي تم إنتاجها في الأكاديمية شاركنا جميعاً فيها.
Views: 7