فرنسا جاهدت لإسقاط الرئيس بشار الأسد. بذلت كل ما يمكن مع حلفائها في الخليج. لم تصل إلى نتيجة. حين ضربها الإرهاب في قلبها بدأ قصر الأليزيه يترنح. إستراتيجية التعنتّ والالغاء أثبتت فشلها. هذا ما يقوله فرنسيون من داخل وخارج الإدارة الفرنسية. فهل وصلت فرنسا إلى قناعة سياسية ثابتة بأن الحل في سوريا غير ممكن من دون الرئيس السوري بشار الأسد؟ لم يعد بإمكان المتابعين لمواقف المسوؤلين الغربيين من بقاء الرئيس السوري بشار الأسد جزءاً من الحل، أو من مستقبل سوريا اللحاق بالتحولات التي تطرأ على وجهة نظرهم من يوم إلى آخر.الصقر في سرب المعادين للرئيس السوري وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس، وبعد جدل وتفسيرات لمواقفه المتناقضة، يحسم أمره ويقول بعدم ضرورة رحيل الاسد قبل المرحلة الانتقالية، واضعاً الحد الفاصل بين التعنت السابق والبراغماتية التي تتطلبها مصالح فرنسا بعدما تحولت إلى هدف جديد للإرهاب.ربما بدأت فرنسا، إذا لم نشهد تراجعاً جديداً لفابيوس عن موقفه الأخير، تنتبه إلى الخطر الفعلي الذي يتهددها وبقية دول العالم، فتعود لتصحيح أولوياتها إزاء ما يجري في سوريا، لا سيما أن أصواتاً وازنة ومتصاعدة بدأت تدق باب قصر الإليزيه، مطالبة بإنتقال فرنسا من التحالف مع دول داعمة للإرهاب إلى وضع اليد مع أطراف تقاتل الإرهاب على الأرض.كل التقارير التي كانت تصل إلى مقر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن وقوع المساعدات التي تقدمها بلاده في يد الإرهابيين المتطرفين، وكل الوشوشات الجدية التي وصلته عن قيام حلفائه في الرياض وقطر بدعم فعلي لحرب المجموعات المتشددة إسلامياً على الدولة السورية، كل ذلك لم يقنع الرئيس الذي يقال إنه لا يتجرأ على تحدي أمبراطوريات النفط والكرم اللامتناهي. لكن من الواضح أن النخب السياسية الفرنسية وأمام المذبحة التي إرتكبها متطرفون يهتدون بالعقيدة الجهادية السلفية المتشددة، تضغط بقوة في مراكز القرار الفرنسي. من يستمع إلى ما يقوله المفكرون والسياسيون وقادة الرأي في فرنسا يشعر بحجم الغضب من إستراتيجية الإدارة الفرنسية التي جلبت داعش إلى قلب باريس.اليوم ينظر المراقبون بريبة إلى تغيير موقف فابيوس وإدارته من آلية إنهاء الحرب في سوريا. لا بد من إنتظار ترجمة الموقف الجديد لفرنسا إلى إجراءات عملية، وتبيَن ما إذا كان فابيوس يجاري نظيره الأميركي جون كيري بمواقفه الخلّبية، أم أنه إقتنع أن لا هزيمة للإرهاب والوصول إلى مرحلة إنتقالية ( حسب مفهومه) إلا ببقاء الدولة السورية ورمزها الرئيس الأسد. حسن عبد الله – الميادين
Views: 1