طال غياب مايكل شوماخر وازداد الإشتياق لـ "ساحر الفورمولا 1" الذي لطالما أدخل الفرحة على القلوب. وصل الاشتياق لدرجة يتمنى فيها عشّاقه مجرّد سماع خبر عن جديد الحالة الصحية للأسطورة الألمانية. لا أحد يتحدّث. العائلة تلتزم الصمت. كل ما هو معلوم أن "شومي" يعيش مع أسرته في منزله في سويسرا مُقعداً ولا يستطيع الكلام بعد تعرّضه لحادث خطير خلال تزلّجه في جبال الألب الفرنسية قبل 5 سنوات. قيل إن زوجته اضطرت لبيع بعض الممتلكات لمواصلة رحلة العلاج الطويلة والمكلفة جداً. يبقى هذا كلاماً لم تتأكد صحّته في ظل كل الشائعات التي أحاطت وضع شوماخر، لكن ما هو مؤكّد أن مرحلة التعافي شاقّة.
طال غياب شوماخر. عشاقه حول العالم يكتفون باسترجاع ذكريات زمنه الجميل وصور قفزاته التي اشتهر بها بعد انتصاراته وضحكته التي كانت "ماركة مسجلة" له وكل كلمة قالها. كلماته؟ كم تحتاج الفورمولا 1 اليوم إلى كلمات "شومي" ونصائحه، هو الذي اعتزل السباقات عام 2012 ومعه فقدت هذه الرياضة الكثير من سحرها وبريقها. الفراغ الذي خلّفه شوماخر كبير، ولم يستطع أحد أن يملأه.
لكن الأسطورة الألماني لم يغب. طيفه لا يزال حاضراً على الدوام، وأكثر فإن نجله ميك أبقى اسم شوماخر في الحلبات. ها هو الشاب البالغ 19 عاماً يسير على خطى والده. صحيح أن الابن يستفيد من الهالة الكبيرة لوالده، لكن هذا لا يحجب حقيقةَ أن ميك يتّجه ليكون له شأنه في رياضة المحركات، أوَليس هو ابن شوماخر ويحمل جيناته؟
الجديد هو ما طالعتنا به صحيفة "ليكيب" الفرنسية بأن ميك يسير بخطى ثابتة نحو الفورمولا 1. الولد الأكبر لشوماخر يتصدّر حالياً ترتيب بطولة "الفورمولا 3" متقدّماً بـ 49 نقطة عن أقرب منافسيه بعد تحقيقة 5 انتصارات على التوالي وحلوله ثانياً في السباقات الستة الأخيرة، حيث إن حلوله أولاً أو ثانياً في ختام الموسم سيتيح له الحصول على رخصة من الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" للقيادة في "الفورمولا 1". ميك يبدو متحمّساً وطموحاً وهو يقول: "سأسير خطوة خطوة وأُولي أهمية لكل سباق بعد الآخر".
الكل طبعاً بانتظار ميك ليكون سائقاً في "الفورمولا 1" ويتألّق على غرار والده في السباقات، لكن الشوق الأكبر هو لعودة الوالد مايكل شوماخر معافىً ويشاهد نجله في المدرجات.
Views: 2