الجزء الأول من حوار نفحات القلم مع الشاعر كمال سحيم
=====================
شاعر جميل القول في المبنى والمعنى –حاولت السير في طريقه المعبد بالاف الاسئلة المزينة بمثلها من النبض في كل روح ..و .كان لي فسحة من ضياء بالسكن بجوار ما يحيك لنا من ضوء
حاورته
منيرة احمد – مدير نفحات القلم
الشاعر كمال سحيم كيف يقدم نفسه للقراء ..؟؟؟
=لم تخبرني الشمس، وما حدّثني القمر، كيف تكون المسافة كأنها القلب وأنت ما زلت أنت تحاول في كلّ مرّة أن تقول: لا تصدّقوني الآن، بعد رحيلي ربّما استطاعت الحروف أن تعيدني إليكم..
= قصيدتك التي أنجبت كل قصائدك فكانت أم إبداعك …؟؟
=لن أذهب إلى المسافات القصيرة، هما اثنتان: أمي والتراب..
== تولد القصيدة ………. نحرضها ………. ام نستجديها
: لا أنتظر الوحي، ولا حاجة لي فيه، كلّ ما في الأمر أنّني أخاتل – متى أشاء- حرّاس الغيب، فأذهب في المدى، أقطف قصيدتي، وأعود بسلال الحروف..
القصيدة هي تفرض نفسها بناء على حاجة نفسية للتنفيس …. ترف لغوي …. عزف منفرد على أطراف الحروف ……؟؟؟؟؟؟
ركناً: لن أجيب، وأحاول صبراً، وأتابع نقشي على مهل الضوء البطيء، فالرياح جاهزات العدو، وكم تطيب لي فكرة الطيران، لكنّني أدخل في الاستطاعة، ولا أريد لوردة أن تموت عاريةً من عطرها.. فجميع الكائنات، تتحدث، ولها ذاكرة، وأنامل ناعمات الوجد، ومطالع شوقٍ لا تخفى عن بصيرةٍ أرادت أن ترى.. فليس للترف امتنان، ولا للقصيدة حال.. إنّه الطيران، حيث البيادر الأولى وحارسة الأرواح الأزلية في بنات نعش.. وتتوالد النجوم، ويغيب المدى في الفكرة، فيحدث أن نتكاثف في كلّ ذلك..
= مالذي تحرضه فيك هذه المرحلة…..؟؟؟
آناً: رأيتها منذ زمان بعيد، حدّثت عنها أيامي القادمات، وقلت لها: سوف تلدنا الشمس، ولا حاجة لنا بسفينة نوح، كلّ ما في الأمر، مخادعات فكرية، نستكين فيها، والحقيقة المسكوت عنها، هي في بلادٍ بيعت منذ نهايات القرن الثامن عشر – فلسطين- ومع اطلالات القرن التاسع عشر، ونهايات القرن العشرين، تجلت مغانم " الهاجانات" بصور الوجوه العربية، وبأسماء الأمراء والسلاطين والمعتوهين، إنّها الحقيقة الخفية الواضحة لمن أراد أن لا يكون حسير البصر.. أول غرس كان لشهود يهوى عام 1823م، وغرسها الأكثر وضوحاً كان عام 1882م، والأكثر وضوحاً، يوم قامت الهاجانات الصهيونية بقطع الرؤوس وبقر البطون واعدامات بالجملة، لإفراغ فلسطين من أهلها، واليوم يتابعون زحفهم وغدرهم بكامل الكذب تحت ظلال قرآنٍ كريمٍ بريء كامل البراءة من دنس أفعالهم.. ويحدث أن أنسى الكثير، لكن القليل أنفع..
= للقصيدة النبضة في شعرك ايماءات …. كيف تقرأ صداها لدى المتلقي
ًقلباً: يحدث أن تشرق الشمس، فمن المألوف أن تطلع، ومن الجدارة أن تكون، وليس في صوت الرياح غير الأنين، من يعيرني حبة زيتون، رغيفاً، كأس ماء، إنّها أمور تحدث.. وأراني أدخل في النسغ القريب، ، أصعد جبال المشاعر، باحثاً عن هالة القمر.. أريد الآن أن تهتز يا قمري، أريدك أن تعلّمني، لماذا ليلنا أخرس، وكل بيادر العشاق لا تنطق..
= يقول ابن ربيعة (يرقعن الكوى بالمحاجر ) إنها المرآة … هل كوت ؟…أم أنها مجرد تلوين كتابي لديك ..؟؟
رقعاً: إذن هو عمر بن ربيعة، حين غزاه الشيب، وتأخر فيه العزم، فقال قولته
: رَأَينَ الغَواني الشَيبَ لاحَ بِعارِضي فَأَعرَضنَ عَنّي بِالخُدودِ النَواضِرِ
وَكُنَّ إِذا أَبصَرنَني أَو سَمِعنَني سَعَينَ فَرَقَّعنَ الكُوى بِالمَحاجِرِ
وهنا تكون غواية الذات، ومسائل كثيرات الجرس، لا ناضح لهنّ من النفوس المتعبات، ولا تثليب عليهن.. وفي مثل هذه المحاكاة، يكون التدفق نحو المباهاة، شرطاً من شروط الدفاع في الانحسار، وما أدري لماذا تنسطح العبارة أمام الحاجة، فالمرأة في الشرط " أمّاً" وفي التكوين " سكينة" وفي الأبدية " نسغاً" ولا تنتهي تدفقات التتابعداخل المُبتغى، أو لا تكف نوازع الروح عن التطالب، ولا يستريح حبر القصائد، لا يستريح..
== هديتك للقارئ ولموقعنا نفحات القلم ؟
بدْعاً
: ذات مساء سأقتلع الهواء من حنجرتي.
. وأنادي على الأسباب أقول للبحر:
لم تعد تعجبني وللأرض:
أنت الخطأ الفادح في العيون
وللسماء: كيف أقتلع درب تبانتك
.. ذات غياب لن أنادي عليها،
ولن أقول:
أنا أحدب دمشق سأسحب من الطريق، خطواتي
ومن القصائد، الحروف
ولن أترك ذاكرةً في الماء
سأعيد ترّتيب الصمت
وأغرس قدميّ في الفراغ.
. ذات موات
ستبحثون في الحروف عن معنى " وطن"
اعذروني
.. سأكون مشغولاً بالنوم
على وسادة من تراب.