تستعد الأزمة السورية لتطوّر جديد قد نلمسه بعد أشهر، مع تخريج دفعة من العسكر المتدرّبين على يد الجيش التركي، إضافة إلى إدخال هؤلاء إلى سوريا بأسلحة نوعية، وقد اتخذ القرار بمواكبتهم بمساندة جوية تركية وأميركية في مهماتهم العسكرية، ليبقى الخلاف بين تركيا وأميركا: هل ستقتصر عمليات المتدرّبين على تنظيم “الدولة الاسلامية” أو ستطال النظام السوري أيضاً؟
هذا القرار يأتي تزامناً مع تقدّم تنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا والعراق، وسيطرته على تدمر والرمادي، وتقدّم المعارضة السورية في إدلب، ولا يزال غامضاً في الاروقة الاعلامية، إذ أطل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو معلناً أن أميركا وتركيا متّفقتان “مبدئيًّا” على دعم جوي لبعض قوات المعارضة السورية، من دون أن يكشف المزيد من التفاصيل. ووضع مراقبون ذلك في اطار تصعيد العمل الاميركي ضد “داعش”.
ويوضح الباحث التركي المقرب من “حزب العدالة والتنمية” التركي، محمد زاهد جول تفاصيل الاتفاق، لافتاً إلى أن “السوريين الذين يتدرّبون عسكرياً ضمن برنامج التدريب الأميركي التركي، لن يستطعوا تغيير الوضع عسكرياً بعددهم إذا دخلوا إلى الاراضي السورية، لهذا فإن المقصود تسليحهم بسلاح نوعي، أو اللجوء إلى ما اقترحته تركيا بنوع من الاسناد الجوي الذي يجنّب هؤلاء مخاطر الطيران السوري”.
وأضاف: “سيكون هناك دعم جوي وإسناد للعمليات العسكرية سواء كانت ضد “داعش” أو ضد النظام السوري من سلاح الجو التركي أو الأميركي. وهذا الموضوع تم الاتفاق عليه وسيكون مخصصاً لمعارضة سورية محدّدة ومعتدلة ومتفق عليها بين الطرفين”، مشدداً على أن “المساندة الجوية التركية لن تكون لإسقاط النظام بقدر ما هي عملية مساهمة في العمليات العسكرية”.
هل تحاول تركيا تعبيد طريق المنطقة الآمنة؟ يجيب غول: “وفق قناعتي الشخصية فإن هذا الطرح في سوريا غير موجود، لأن الولايات المتحدة الاميركية غير راغبة بمنطقة آمنة في الوقت الراهن لكنها وافقت على المساندة الجوية”.
“وسنلمس المساندة الجوية مع انتهاء برنامج التدريب التركي – الأميركي، إذ هناك حاليا مئات من المقاتلين في تركيا يدرّبهم الجيش التركي، وسيكون العدد المرجو في نهاية التدريب خلال 3 سنوات نحو 5 آلاف متدرب وسيشكّلون النواة الاصلية لجيش عربي – سوري مستقبلاً، وتركيا وأميركا ستساعدهم في عملياتهم جوًّا” بحسب غول الذي يوضح أن “دفعة التخريج الاولى والتي تضم المئات ستبصر النور خلال شهرين او ثلاثة أشهر، ولا خطط محددة لهم حتى الآن، وستبنى الاجندة العسكرية بحسب التطورات السورية”.
لا منطقة آمنة عسكرياً، يوضح اللواء الاردني فايز الدويري لـ”النهار” ان “ما تتحدث عنه تركيا واميركا لا يرقى إلى مستوى مناطق عازلة أو آمنة بل هو غطاء جوي أو حماية جوية للمقاتلين الذين يتم تدريبهم”، لافتاً إلى وجود “خلاف حول الدور والوظيفة الخاصة بالمتدربين، فتركيا تطالب بأن يكون دور القوات مقاتلة “تنظيم الدولة” وجيش النظام السوري، أما اميركا فتطالب بحصر دور المتدربين بمقاتلة “داعش”، لكن رغم الاختلاف هناك اتفاق على تأمين حماية جوية لتلك الجماعات المقاتلة عند تنفيذها مهمات القتال”.
ويشدد الدويري على أن “النظام السوري ضعيف، وطيران التحالف الدولي يُحلِّق في أجواء سوريا منذ11 شهرًا ، فيما يُخلي الأول المناطق الجوية التي يكون فيها طيران التحالف، بناء على التعليمات الأميركية بالتنسيق مع القيادة العراقية، لهذا فإن النظام السوري لم تكن لديه فرصة ليقول لا”، ويعتبر أن السؤال الأهم اليوم: “هل ستكون العمليات القتالية القادمة ضد تنظيم الدولة الاسلامية والجيش السوري؟ فإذا حصل ذلك ورجحت كفة تركيا فتكون الاخيرة قد قامت بتغيير استراتيجي في المعارك في سوريا
Views: 5