بدوي الجبل
يا سامر الحيّ هل تعنيك شكوانا رقّ الحديد و ما رقّوا لبلوانا
خلّ العتاب دموعا لا غناء به ا و عاتب القوم أشلاء و نيرانا
آمنت بالحقد يذكي من عزائمنا و أبعد الله إشفاقا و تحنانا
ويل الشعوب التي لم تسق من دمها ثاراتها الحمر أحقادا و أضغانا
ترنّح السوط في يمنى معذّبها ريّان من دمها المسفوح سكرانا
تغضي على الذلّ غفرانا لظالمها تأنّق الذلّ حتّى صار غفرانا
ثارات يعرب ظمأى في مراقدها تجاوزتها سقاة الحيّ نسيانا
ألا دم يتنزّى في سلافتها أستغفر الثأر بل جفّت حميّانا
لا خالد الفتح يغزو الروم منتصرا و لا المثنّى على رايات شيبانا
أمّا الشام فلم تبق الخطوب بها روحا أحبّ من التعمى و ريحانا
ألمّ و اللّيل قد أرخى ذوائبه طيف من الشام حيّانا فأحيانا
حنا علينا ظماء في مناهلها فأترع الكأس بالذكرى و عاطانا
تنضّر الورد و الريحان أدمعنا و تسكب العطر و الصهباء نجوانا
السامر الحلو قد مرّ الزّمان به فمزّق الشمل سمّارا و ندمانا
قد هان من عهدها ما كنت أحسبه هوى الأحبّة في بغداد لا هانا
فمن رأى بنت مروان انحنت تعبا من السلاسل يرحم بنت مروانا
أحنو على جرحها الدامي و أمسحه عطرا تطيب به الدّنيا و إيمانا أزكى من الطيب ريحانا
Views: 6