ولد الشهيد المقدم عمار يونس الجرف في 23/2/1971 في بلدة سلمية التابعة لمحافظة حماة.. حصل على الثانوية العامة الفرع العلمي سنة 1987 والتحق بالكلية الحربية سنة 1988، وتخرج برتبة ملازم اختصاص مشاة 1991، ورفع إلى رتبة مقدم في 1/7/2010.
اتبع الشهيد العديد من الدورات التي تؤهله لمناصب قيادية وميدانية (قائد كتيبة، قفز مظلي).. عمل في القوات الخاصة منذ تخرجه حتى سنين خلت حيث انتقل إلى الأمن العسكري. عازب، وينتمي لأسرة وطنية ومثقفة، كان المرحوم والده ضابطاً برتبة عقيد.
استشهد يوم الخميس 9/2/2011 في القصير بريف حمص حيث كان يشغل منصب رئيس قسم الأمن العسكري بالقصير وذلك أثناء محاولته إنقاذ مبنى مديرية المنطقة المحاصرة من إرهابيي النصرة وغيرها، حيث جرت معركة شرسة، تمكن خلالها العقيد الشهيد من تصفية أعداد كبيرة من الإرهابيين.
حين تقدم الشهيد للعملية كان يدرك خطورتها، وأن «توقع الحياة» فيها وفق المصطلح العسكري يكاد يكون «صفر»… لم يتردد هو ورفاق السلاح. تقدم للمهمة بروح عالية وعزيمة.
كلمات للخلود
بعد إصابته بدقائق ولعدم قدرة الجنود على إسعافه بسبب غزارة النيران المنهمرة عليهم وقبل وصول التعزيزات كان عمار رحمه الله ينزف بشدة وكان يخاطب جنوده ومرافقيه لشحذ هممهم ورفع عزيمتهم قائلاً لهم (بحسب ما رواه أحد رافق السلاح في المهمة ذاتها): «المسيرة ستكتمل وعمار الجرف ليس أول شهيد ولن يكون آخر شهيد أيها الرجال تابعوا المسيرة وبنفس الهمة والروح التي عهدتكم بها.. إن عملكم مقدس ونضالكم خالد أيها الزملاء، إذا فتحتم صدري ستجدون صورة الرئيس بقلبي».
وقبل أن ينتقل إلى عالم الخلود طلب منهم أن يضم سلاحه وينام، وفعلاً أمسك بندقيته وضمها تحت رأس ونام قرير العين لينتقل إلى جوار ربه خالداً بين الخالدين..
قصص لا تنسى عن بطولات الشهيد..
وكان الشهيد قد أصيب في المرة الأولى في 14 نيسان في مدينة تلكلخ بطلقة قناصة أصابته في فمه واستقرت في رقبته وأجريت له عدة عمليات جراحية لم يكملها بسبب اندفاعه للعودة إلى عمله حيث قطع نقاهته رغم خطورة بقاء المقذوف على مقربة 2 ملم من النخاع الشوكي حيث اعتبر الأطباء أن بقاءه على قيد الحياة كان أعجوبة، وعندما كان في إجازة المرض كان يتصل مع الشهيد البطل حيان إبراهيم ليقول له: المنزل للنساء أريد أن أكون معكم في القتال ضد المجرمين والخونة، وعاد إلى عمله بعد بضعة أيام من خروجه من المشفى.
بعد 1/1/2012 لم يشاهد أحداً من عائلته لكنه كان يتصل بأمه يومياً صباحاً ومساءً لطلب الرضا والدعاء وللاطمئنان عليها، وقبل الأحداث التي عصفت بسورية كان يغضب عندما يشاهد الحرب اليومية على الفلسطينيين وكان يقول لأمه: يا ليتني أذهب إلى فلسطين وأقاتل هناك لأكون شهيداً، ما أجمل أن أعود إليك ملفوفاً بالعلم العربي السوري ويقال لك يا أم الشهيد…
الضابط البطل
منذ تخرجه من الكلية الحربية برتبة ملازم التحق بالقوات الخاصة واتبع العديد من الدورات التي جعلت منه ضابطاً عقائدياً كان توأم روحه آنذاك البطل الشهيد حيان إبراهيم وكانا يلتقيان بوقفة الرجولة، الشجاعة توحدهما كما حب الوطن والوفاء له.
ومنذ بداية الأزمة في سورية قام البطل المقدم عمار الجرف بعملية نوعية في قلعة المرقب ببانياس تمكن خلالها مع مجموعته من الوصول إلى القلعة والسيطرة عليها وعلى المسلحين والسلاح الذي كان فيها ثم تابع بعملياته العسكرية في بانياس حتى استقر الوضع فيها، ثم انتقل إلى تلكلخ ليصاب بعد وصوله إليها بأربع ساعات، وعاد إلى عمله في اللاذقية عندما كانت وحدات من الجيش تطهر الرمل الجنوبي من المجرمين حيث بقي هناك أسبوعين، ثم تم تكليفه بمهمة ملاحقة مسلحين وإرهابيين في جبلة حيث نفذ المهمة بنجاح، وانتقل إلى بلدة القصير بريف حمص على الحدود اللبنانية وهنالك أنجز العديد من العمليات البطولية حيث كانوا يكتبون على الجدران: لقد أصبناك بطلقة في رقبتك والطلقة الثانية ستكون في البصلة السيسائية…
لم يكن يخافهم ولا يخاف تهديداتهم كان مؤمناً بقضيته وعدالتها وكان يقدس سلاحه حتى أنه عندما أصيب في تلكلخ وسقطت بندقيته عاد إليها تحت الرصاص وحملها معه.
أخت الشهيد:
تقول أخته: كان أباً وأخاً وصديقاً وكان روحاً للعائلة، كان باراً بأمه وفياً لأبيه، مخلصاً لوطنه، مقداماً مندفعاً تعجز الكلمات عن وصفه، وكان اجتماعياً بارزاً ودوداً لمن يعرف، صفوحاً متسامحاً طيب القلب، معطاء، لكن رجولته وعنفوانه كانتا الصفتان الأبرز في عمله العسكري، وكان كتوماً على عمله العسكري قليل البوح بما يشعر من ألم صبوراً يتحمل الصعاب من أجل هدفه.
تضيف أخته: لقد كان فخراً لنا بحياته لأن سمعته وأخلاقه كانت محط افتخار وهو فخر لنا لأنه استشهد وهو يقاتل أمام جنوده، رحيله كان قاسياً ولكنه كان يرفع الرأس ومما أثلج صدرنا أنه استشهد برجولة، وكان يسير في مقدمة الجنود والوطن عنده أغلى من الروح.
وتختم: رغم الألم لفراقه.. أبارك لأخي خلوده إلى جانب الشهداء وأهنئ الوطن بشهادة أخي الذي عشق سورية وحقق الشهادة كما أراد
رفاق السلاح
عمار يا غالي، رحمك الله و رحم كل شهداء الوطن…
من قالَ أنكَ رحلتْ..!!
رغمَ نزيفِ المُنى .. باقٍ هنا
ففي حضرتك .. تبدو المسافة .. خرافه
لأنك أغنية الروح .. أغنية الأبد….!!
كنت وستبقى ذهباً ما زادتك الشهادة إلا عزاً… رحمك الله.. سنوات كأنها لحظات مرتا مذ رأيت ابتسامتك لآخر مرة.. ابتسامة انطبعت في عيني لم و لن تفارقهما أبدا مادمت حي
Views: 3