المعرض الذي قلبت صوره ذاكرتنا بين الآثار والكنائس والمساجد والطبيعة والأنهار، أقيم برعاية الاتحاد الوطني لطلبة سورية رافقه عرض فيلم وثاقي مدة ثماني دقائق، سبر بشكل مكثف تاريخ الجولان المحتل، وتراثه، وآثاره، ومساحته، وعرج الفيلم على مصادر المياه الغنية في الجولان التي كانت السبب الرئيس في احتلاله من قبل الكيان الإسرائيلي، كما تحدث عن المناطق التي لاتزال ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي، والقرى والمناطق التي تم تحريرها عام 1973 في حرب تشرين التحريرية بقيادة الرئيس المؤسس حافظ الأسد التي تم فيها استرجاع ما يقارب 1600 كيلو متر مربع من أصل ما يقارب 1860كم مربع.
علا قضماني منظمة المعرض تحدثت عنه في تصريح خاص لـ«تشرين» قائلة: «الهدف من هذا المعرض إحياء ذكرى قرار الضمّ الذي أعلنته «إسرائيل» في 14/12/1981 بضم الجولان السوري إلى الأراضي المحتلة، وتلاه في 17/12/1981 صدور قرار مجلس الأمن رقم 497 القاضي برفض قرار الكيان الصهيوني ضمَّ الجولان وارتأينا أن من واجبنا كاتحاد طلبة أن نكون يداً بيد إلى جانب الطلبة السوريين، لذلك قمنا عبر هذا المعرض بالمرور على المواقع الأثرية الموجودة في الجولان للتذكير بالتراث السوري الحيّ الموجود فيه كقلعة الحصن، وقلعة الصبيبة، والكنائس القائمة، ونهر بانياس، وعرضنا صوراً لنتاج أراضي الجولان الزراعية كالتفاح والزيتون، لنذكر بخصوبة الأرض».
وأضافت قضماني: «عرضنا أيضاً زاوية خاصة للأماكن الأثرية الجولانية كيف كانت قبل وبعد الاحتلال الإسرائيلي، مثل كنيسة القنيطرة وجامعها، وأيضاً وضعنا تصوراً لما ستكون عليه هذه المواقع في المستقبل، وقد احتفظنا بآراء عدد من الطلاب الجولانيين في المعرض في كتيب صغير، لنتمكن في السنة القادمة من تقديم قيمة مضافة عن المعرض الحالي».
وعن مصادر الصور الفوتوغرافية تقول قضماني: «تم جمع الصور من أربع جهات هي المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، والمصور المعتمد لدينا علي طراف الذي حصلنا منه على جزء جيد من الصور التي قام بنفسه بالتقاطها، وعدد كبير من الصور قدمها لنا الطلبة الجولانيون، والقسم الأكبر قدمه لنا المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية».
الصورة اليوم أحد أهم أسلحة الدمار الذي قد يكون شاملاً، وهي في الوقت ذاته أهم وسيلة دفاع عن الأرض والوطن، في ظل الغزو الإعلامي الذي يتعرض له الوطن العربي من قبل وسائل إعلام غربي وعربي، عن أهمية الصورة في مواجهة الحرب المعلنة على سورية تقول قضماني: «العامل البصري يحدث تأثيراً أكبر وأعمق من أي عامل آخر، لذلك رغبنا في أن نري العالم عبر هذه الصور مدى عمق انتماء السوريين لوطنهم بكل شبر فيه، ونأمل أن يعود كل شبر محتل من أراضي الجولان بعزيمة الشعب والقائد».
طلبة الجولان عبّروا بدورهم عن انتمائهم الحقيقي لسورية الوطن.. فرج إبراهيم طالب جولاني عبر عن تأثره الشديد بالمعرض بالقول: «كثيراً ما حدثني أهلي عن قرانا في الجولان السوري كوصف فقط، لكن اليوم من خلال هذا المعرض الذي ينظمه الاتحاد الوطني لطلبة سورية تعرفت كغيري من الطلبة السوريين على هذه القرى من خلال الصور الرائعة المعبرة عن جمال الجولان السوري وأهميته الكبيرة جغرافياً والتنوع الديني فيه.. هذا المعرض ذو فكرة بناءة وهادفة، وخاصةً موعده في هذا اليوم الذي يصادف الذكرى 32 للإضراب المفتوح لأهلنا في الجولان السوري رفضاً للقرار الصادر بضم الجولان للكيان الصهيوني عام 1981».
ويضيف إبراهيم: «نحن طلبة الجولان نجدد تمسكنا بالهوية السورية، وحقنا في إعادة كامل تراب الجولان السوري إلى وطننا الأم سورية، الجولان عائد، رغم الحرب التي تمر فيها سورية، نحن نؤمن بالفكرة التي قالها الرئيس المؤسس حافظ الأسد «المرء لا يستطيع أن يسلخ جلده، كذلك الشعوب لا تستطيع أن تسلخ أصلها وتاريخها» فمهما حاولوا طمس معالم الجولان السوري، فلن يستطيعوا لأن الجولان في القلب».
بدورها علا غبيس عضو مشارك في المعرض أكّدت أن هذا المعرض هو إشارة واضحة إلى تمسكنا بأرضنا وأهلنا في الجولان المحتل، وإصرارٌ منا على استعادته لأنه جزء من كياننا، والجولان هوية للصمود، صمود سورية دولةً وشعباً وقائداً، وكذلك هو إصرار على عدم الاستسلام والخنوع للاحتلال ورفض لما يسمى «الكيان الإسرائيلي» وتأكيد أن أهلنا في الجولان لا يتخلون عن انتمائهم المقدس لوطنهم سورية، وإننا ككل الشباب السوري نتطلع لعودته إلى حضن الوطن، وسنناضل دائماً لاستعادته ودحر الاحتلال».
Views: 12