حاورته منيرة احمد
يحمل رصاصه ويعبر بها صدور القتلة برغيف خبز, يعجن الأشلاء المبعثرة زادا …وللون في قلبه زغرودة بطعم الألم … تغازله الكلمة — ليصنعها لوحة من ألق
الكاتب – الشاعر عيد كوسى
* مسيرتك مع القلم والكلمة متى … وإلى أين .؟؟
**بالبداية خليني أشكركم على طيب الترحاب وأتمنى لكم المزيد من النجاح، ونشوفكم بأعلى المراتب يا رب، البدايات دايما بتكون غامضة، أو خفيفة الملامح، كل واحد فينا بيحاول يتذكر، أنا كيف بلشت أو من وين! بيمرق شريط ذكريات متل الحلم، وبين ذكرى وأخرى بتضيع الحقيقة تماما، لكن أغلب الظن أنها بدأت من أيام الصف السادس الابتدائي، كان عنا مسابقة أسبوعية وكنت دايما المسؤول عن مادة القراءة لأنو كنت متفوق بانسيابيتي اثناء القراءة، المرة التانية كنت بالصف العاشر كتبت موضوع انشاء عن الشتاء، اعجبني كثيرا، ولكن مع الاسف الاستاذ اعتبره خروج عن المطلوب، وطالبني بإعادة الكتابة تحت عنوان "فرصة لنيل علامات" وما بين هذه وتلك يمكن وادي القطارة على كتف قريتنا كان له تأثير كبير "اسميته فيما اكتب بـ حافة الثلج على حدود المملكة"، أما النهاية فطموحي يوازي الأفق، وانشالله يكون لي من طموحي نصيب
* هل تكفي رصاصة واحدة ليستفيق من كسر ظهر الفقير ؟؟؟
**الفقير استاذة منيرة لا يحتاج حتى رصاصة لتكسر ظهره، اساسا ظهره مكسور، ولكن رصاصة الجشع هي التي تجهز عليه، انا ابن هذا الوسط ابن فقراء، المصيبة أن الفقير يحاسب على محاولة التخلص من الفقر، يحاسب على غلطه ثلاثة أضعاف ما يستحق، هو فعليا موجود على حافة المجتمع، والمجتمع الرأسمالي لا يرحم حتى الحجر، ومنذ مدة وأنا المس هذا التحول في المجتمع السوري، إنه يتحول بشكل سريع إلى طبقات اجتماعية، هذا دليل صارخ أن رصاصة واحدة لا تكفي حتى لجعل التاجر او السياسي او الصناعي ومن شابههم يستمع لصرخات هؤلاء، اعتقد يجب أن نكون اكثر جدية بالتعامل مع هذا الوضع الذي يزيد التعقيد تعقيدا
*السؤال الذي توجهه ككاتب للقارئ عبر السطور ولمن؟؟
**: ليس سؤال بل هو ملاحظة: إننا لا نقرأ، لا نحاول أن نشتري كتابا بثمن زهيد، لديك شبكة التواصل الاجتماعي وهي خير برهان: صفحة نكت تجدين الإقبال عليها يفوق الحد، في حين أني لم ارى مثلا صفحة تذكرنا بـ حنا مينا "رحمه الله" نحن نحتاج إلى أفق، وربما المفكرين الكبار هم من يدلوننا على الطريق، لنكون أكثر نضجا، ولكن مع بالغ الأسف نحن نحاول ان نُعلّم، ولا نحاول أن نَتعلّم، يعني ماشين بالعكس
*ما الأمر الذي يجعلك دوما تسأل ….. ماذا ولماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل حصلت على الجواب أو التعليل ؟
* يقال أن الازمة ايقظت الفعل المقاوم لدى الكثيرين …. أم نحن بالفعل مقاومون …؟؟
**: اعتقد أن صفة المقاومة تجربة، احساس وإيمان بقضية ما، قد تدفعين حياتك ثمنا لها، أنا مثلا لم أكن يوما ما مقاوم، لأنني لم أخض أي تجربة، ولكني مؤمن بقضية ما وأحاول الدفاع عنها بما استطيع، المقاوم الحقيقي هناك في الميدان من سياسيين وعسكريين، وتحية للجيش العربي السوري الباسل، وغير هؤلاء الأبطال لا أجد مقاومين
*الموقف كلمة والكلمة سلاح …. على من وجهت سلاحك قبل الأزمة ..؟؟
**كان توجهي قبل الأزمة أدبي بحت، لم تكن كلمتي سلاحا
*بنوك الكلمات تقتلها العملات….متى … وكيف ؟؟؟
**بالطبع كل شيء له ما يحيه وله ما يقتله، عنا ببلادنا مثل: ابن الفقير فقير، وابن الغني غني، هذه مقولة دالة وواضحة جدا، لن أخوض كثيراً ولكن ظلم "الواسطة" طغى بشكل مخيف، والمال يتحكم بكل شيء، هذا الأمر في أكثر الدول تطورا، ولكن في بلادنا العربية بشكل عام هناك ظلم بحق المبدعين، وأحيانا يجبر الإنسان المبدع على استخدام طرق غير صحية لإثبات وجوده مع الأسف
*الإعلام الالكتروني اصبح منبرنا الأكثر تاثيرا …. ما قولك ؟؟
**صحيح تماما، هذا يدل على عدم استخدامنا الصحيح للوسيلة، نحن نتبع التطور بطريقة سيئة، الإعلام الالكتروني مزيف، ومخيف وكاذب جدا، حتى أننا أصبحنا نتنفس إلكترونيا مع الأسف، لو أنا كتبت كلمتين بمنشور لوجدت الكثير من المتابعين، ولكن كم شخص سيحضر ندوة شعرية منهم! الإعلام الالكتروني كسول، ويعلمنا الفشل
*متى يكون القول الفصل للكلمة عوضا عن الرصاص ….؟
عندما نتحرر من قيود الدين، والقبلية
* هناك كتاب مترفون يكتبون عن معاناة الفقراء .. هو ترف …هو تنويع …هو لعب في كل الميادين . ماذا تسميه ؟؟
**: تجارة.. هم تجار.. لدي الكثير من الأسماء، يقضون ليلة حمراء ثم يكتبون قبل النوم: أنا ابكي على وطني، هؤلاء يستحقون الأعدام بالميادين العامة، كالإرهابي تماما، إنهم يرقصون على أوجاعنا، ويستغلون عشقنا للوطن أبشع استغلال
* أتخيل أن من يحكم العالم هم كتاب وشعراء..فاية حقيبة تستلم ..؟؟؟
**سأكون كاذبا إذا قلت أني لا أود، ولكن لست أنا من يقرر
* أجمل ثمار كتاباتك كانت من ….. ؟؟؟؟
* إلى أي العوالم تسير بك الكلمة …. ..؟
**هناك طاقة أحبها، تنقلني إلى عدم احساسي بأي شيء، لا بالبرد، أو الضجة، أو بأي مكان موجود أنا، كأن كل شيء توقف عن الدوران، عالم جميل جدا ولكن المدة دائما تكون قصيرة، أول ما يعيدني الى الواقع هو التعب والإجهاد
* قالوا ينتظرون شيطان الشعر لينظموا القصيدة : لكني أجد ملائكة الحرف هم سندك … هل لنا بأجمل ما اوحت لك …
**: شيطان الشعر موجود دائما، يستغلنا أو نستغله لا فرق، هناك دائما نتائج، الشعر حالة، ربما لا علاقة للشياطين أو الملائكة بالأمر، هناك أحداث تقع، تجعلك بفرح فتكتب بشكل لطيف ملائكي، أو حدث ما يضنيك، فيكتب عنك شيطان ذاتك
* لمن تكتب … واي الاجناس الأدبية تعبر عنك ؟؟
**كل ما أكتب لروح أمي مهما كان نوعه، حتى لو كان مقال سياسي، احتاج أن تراني وأنا ارتقي، الرواية تستهويني كثيرا، حنا مينا، توفيق يوسف عواد، دان براون، كثر. أنا اتعلم، وأعمل، أنا أقدم فِكر. لذلك أنا ارتكب أخطاء، ولكن كففت عن عتاب نفسي أو قلمي منذ زمن طويل
*متى تعاتب قلمك ….؟؟
**أنا اتعلم، وأعمل، أنا أقدم فِكر. لذلك أنا ارتكب أخطاء، ولكن كففت عن عتاب نفسي أو قلمي منذ زمن طويل.
عندما أكون عاشقا.. تصبح القصيدة أجمل ما احتويه
*قصائد الغزل أوصلتك للترف العاطفي …؟؟؟
**عاطفة أمر رائع نتنمنى دائما أن تكون في الذروة، الترف لا يمكن ان يكون عاطفي، الترف بالتأكيد استعلاء وطريق خاطئة
* محطة…… تعود إليها …. تقف فيها دوما… لتلقي بما لديك …؟؟
**: ربما لحظات ندم، أكثر مما هي محطات، استرجع ببعض الأوقات ذكريات ربما كانت مؤلمة بما يكفي حتى لا أنساها.
**شكرا إذ وصفتي قصيدة بوسام، قصيدتي لكل الناس، لمن يرغب، لم يحتكر اي شخص ممن سبقوني الكلام، الادب رغيف ساخن طازج، حتى لو مرت سنين كثيرة عليه، ليكن للجميع
*حين تدعونا للغوص في بحر القول على أية سفينة تستضيفنا …؟؟
**: ربما يجب أن نبقى كثيراً على سفينة الإنسانية والوعي، يجب أن نعلم أطفالنا أنه بالمحبة يتحقق كل شيء، يجب أن نتعلم نبذ الحقد، سواء كانت السفينة ادبية او شعرية او ايا تكن.
** بعض من ممنمات الشاعر على جدار القصيد
–دعيني أحبك
كمجنونِ
لا تعتبي
وكلما هجمت شفاهي
على شفاهك
قولي للناس لا تعتبوا
إنا ليلى
وهذا هو مجنوني..
–الياسمين وإن بكى
أبكى..
وإن صار الموت بلاء..
أبلى..
إن الياسمين في دمشق..
مثل الله..
يمهل ولا يهمل..
افعلْ كُلَّ ما تشاءْ
عنّفني
وخاصمني
هددني بالغياب
كُلَّ ما تشاءْ
لا تُعجَبْ بشيءٍ
مِن صُنعِ يدي
وارفعِ الصوتَ كيفما تُريدُ
فكُلّ ما تقولهُ لَم يَعد يعنيني
كُلّ ما تذكرُهُ هُراءْ..
ارحلْ حيثُما تشاءْ
تصبّب عرقاً على صدورِ النساء
لم يعد في الأمر خيانة
صارَ غيِابُكَ أرحم ألف مرة
مِن هذا البقاءْ
نَزفْتُ روحي حبّاً وعاطفة
قدّمْتُ إليكَ ما لمْ يقدمْ
أحرقْتُ ورائي من أجلِكَ مراكبَ العودة
فعلْتُ من أجلِكَ كُل ّشيءٍ
مِن حقّكَ أنْ تفعلْ بي
كُلَّ ما تشاءْ
لم يعُدْ في هذهِ الروح أيّ روحٍ
لم يعُدْ في هذا الجَسَدِ بقايا
لماذا ما زلِتَ تصرخ!!
أنا صِرتُ في مجالِ اللاشعورِ
صِرتُ على حدودِ الموتِ
أرتَحِمُ مِن هذا الشَقاءْ
هَلْ تعلمْ..
أنتَ ابقى..
أنا سأرحلْ
استمرَّ بالصراخِ
والخيانة..
قاتِلْ جُدرانَ هذا الموت
وبَربِر كيفما تشاءْ
أنا التي سأرحلْ
لم يَعُدْ يعنيني البقاء..
للكاتب الشاعر عيد كوسى سلامنا لروحه النقية وقلمه الذي ينتشل اللوتس من وحول الوجع سلاما
Views: 14