في حادثة غريبة ونادرة
صعد الإسرائيلي المتطرف أريك ليدر مان على سيارة السفير البولندي في تل
أبيب ماريك ماجيروفسكي وفتح الباب وبصق على وجه السفير مرتين وعلى أثر ذلك
شن الرئيس البولندي أندريه دودا هجوماً لاذعاً على الكيان الصهيوني وندد
بالشوفينية والكراهية، في خطاب أرسله لرئيس الكيان الإسرائيلي، ونشره على
موقعه الإلكتروني مطالباً بفرض عقوبة صارمة على الفاعل.
ويأتي هذا الاعتداء في وقت يتصاعد فيه التوتر بين البلدين على خلفية جدال
مرير بين بولندا و«إسرائيل» حول كيفية إحياء ذكرى ما يسمى «الهولوكوست»،
ومطالب إسرائيلية بأن تدفع بولندا تعويضات عن الممتلكات اليهودية السابقة
التي استولت عليها ألمانيا النازية وتم تأميمها فيما بعد من قبل النظام
الشيوعي في بولندا وهو ما ترفضه الحكومة البولندية حتى الآن ولكنه الأسلوب
المفضل لدى الكيان الصهيوني الذي جلب له عائدات مالية هائلة من مختلف الدول
الأوروبية وفي مقدمتها ألمانيا.
ويبدو أن احتضان العاصمة وارسو قبل أشهر لمؤتمر إنشاء حلف مضاد لإيران
والمقاومة على مستوى رفيع برعاية الولايات المتحدة الأمريكية وقيادة
إسرائيلية فعلية لم يشفع لبولندا في تخفيف العداء والكراهية الصهيونية لها
رغم الترحيب الشديد برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المؤتمر
وإعطائه دوراً محورياً فيه ورغم انحياز الحكومة البولندية لواشنطن حليفة
الكيان الصهيوني الأولى في العالم وقدمت أراضيها لنشر أكبر منظومات
الباتريوت الأمريكية بوجه روسيا الاتحادية.
واللافت في الحادثة إشهار سلاح اللاسامية للتلفيق فالمتهم الإسرائيلي ليدر
مان الذي بصق بوجه السفير البولندي في أحد شوارع تل أبيب ادعى أنه جاء
للسفارة البولندية في تل أبيب للاستفسار عن دفع تعويضات لأسرته التي تضررت
مما يسمى المحرقة النازية ورده الموظفون من دون إفادة وقال إن موظفاً أهانه
بسلوك معاد للسامية أثناء وجوده في السفارة حسب زعمه ويستخدم الإسرائيليون
واليهود الصهاينة بشكل عام سلاح العداء للسامية في كل شاردة وواردة وكلما
«دق الكوز بالجرة» وفي أي مكان في العالم للحصول على مزايا ومكاسب لمصلحتهم
ومصلحة الكيان الصهيوني الغاصب.
Views: 5