تعتبر العطلة الصيفية مرحلة
استجمام بعد عناء عام كامل من الدراسة والجد والاجتهاد، ولكن هذه العطلة سلاح ذو
حدين حيث إن كثيراً من الناس يضيع العطلة في النوم واللعب وتضييع الأوقات وها قد
بدأت الإجازة الصيفية ولكن يبقى السؤال الذي يطرح كل عام كيف سيقضي أبناؤنا على
اختلاف أعمارهم هذه العطلة ثلاثة أشهر هي وقت كافٍ لتعلم كثير من المهارات،
واكتشاف عوالم جديدة وإبراز مواهب لم يتكفل العام الدراسي بمساعدتها على الظهور
الشباب هم الشغل الشاغل للكثيرين ابتداء من الوالدين مروراً بالمدرسة وانتهاءً
بالمجتمع . ولكن هل تم توفير جميع الإمكانيات المطلوبة لكي يستفيد الشاب بكل ما هو
جاد ونافع والعطلة الصيفية هو الفراغ ، فعطلة الصيف هي فترة راحة لجميع أبنائنا
وبناتنا من المدرسة والتعب الذهني والتحصيل الدراسي خلال السنة الدراسية فأين
الاستغلال السليم للإجازة الصيفية أين دور الأسرة في تقويم وتأسيس تربية سليمة
للشاب والشابة وأين دور المجمع في توعية وتثقيف الشاب ، وإنشاء مراكز يقضي فيها
وقته بما هو مفيد حول هذا الموضوع تحدث للبلاد الباحث التربوي مفيد مخول من جامعة
دمشق قائلا .لا شك أن القطاع الخاص في العطلة الصيفية تبادر إلى فتح المراكز
الصيفية ولكنها على كثرتها ينصب اهتمامها في أمر وهو الهوايات الرياضية والموسيقية
فقط وليس هذا عيباً البتة، ولكن العيب هو عدم التنوع وعدم مراعاة الفارق في
الشخصيات والرغبات بين الأطفال وتلعب الحالة الاقتصادية للآباء دوراً مهماً في عدم
تمكنهم من إلحاق أبنائهم بالنوادي الرياضية أو معاهد تعلم اللغات والكمبيوتر، فلا
يجدون سوى المراكز الصيفية كوسيلة متاحة وإن كانت لا تلبي الطموح ولا تستثمر
الإجازة.يتطلع أبناءنا في تلك المرحلة إلى وجود نواد رياضية و ثقافية تابعة للدولة
وعلى أن تكون مجانية لكي لا تشكل عبئا ماديا على الأهل و الآباء
يدرس مجدي في الصف الثامن، حين
يتحدث عن الإجازة الصيفية تستشعر عدم وجود فكرة واضحة عن استثمارها، ولكنه يرغب في
دراسة اللغة الانجليزية، كما يتمنى وجود نوادي يستطيع أن يمارس لعبة كرة القدم
فيها.
خالد في الصف السادس، اعتاد أن
يلتحق بمراكز تعليم الحاسوب ودراسة اللغة الإنجليزية ويستثمر بقية الوقت في اللعب
مع أصدقائه، وربما يسافر للبحر وهناك يجلس مع أصدقائه، له أمنية لو توجد نوادي كرة
فالمفضلة..
عادل طالب في الصف الخامس- يرى
أن الإجازة هي فرصة رائعة للعب والمرح والسفر ولكنه في المقابل يفكر في دراسة
اللغة الإنجليزية في إحدى المعاهد المتخصصة ولكن الظروف المادية لا تمكنه من هذه
الدراسة أثناء العطلة الصيفية في كل عام يلتحق بالمراكز الصيفية التابعة للقطاع
الخاص ولكنه لم يكمل بسبب ارتفاع أسعار رسوم هذه المراكز ويضطر في الجلوس با
المنزل يتعلم الكمبيوتر بجهد ذاتي، كما يتفرغ لقراءة المجلات و الصحف يتمنى لو
تطرح فكرة فتح مراكز مجانية تابعة للدولة
تقول أرجوان في الإجازة أتعلم
الخط؛ لأني أحب تعلم هذا الفن وأرغب أن أصبح خطاطاً مشهوراً يوماً ما عندما أكبر،
لم التحق بمعاهد تعليم الخط، ولكن أخواتي يعلموني في البيت، من ضمن برامجي في
الإجازة الصيفية الالتحاق بمراكز الموسيقا كما أتعلم الكمبيوتر في البيت وكذلك
أتعلم كيفية الرسم عبد الكريم يحمل وعداً من أبيه أن يلحقه في الإجازة بمعهد لتعلم
اللغة الإنجليزية ويضيف نحن لا نسافر في الإجازة ولكن أبي يخرجنا للتنزه في دمشق
القديمة وزيارة قصر العظم و الجامع الأموي أحمد، يختصر خطته للإجازة بجملة قصيرة
ألعب وأتعلم الرسم وربما اللغة لو سمحت لي الظروف. بالنسبة لسمير هو يحب رياضة
التايكواندو كثيراً، لذا فقد أخذ وعداً من أبيه أن يلحقه في هذه الإجازة بنادي
لتعلم التايكواندو.
علي كزملائه أخذ وعداً من أبيه
أن يلتحق بنادي رياضي لممارسة هواياته الرياضية، أضف إلى أنه سيقضي إجازته كما
يفعل كل عام باللعب مع الأصدقاء في الحارة و يتابع الباحث التربوي يقول هنا أمر
مهم جداً يجب التركيز عليه من قبل الآباء وهو إيمانهم أن الإجازة ليست للفراغ
واللافائدة، وإنما هي الوقت الأنسب للتنفيس عن الطفل وممارسة هواياته وتكوين
علاقات جديدة غير المدرسة وهناك بعض النصائح عرضها التي أكد عليها التخطيط الجيد
للعطلة الصيفية مثلاً أن يخطط ليوم أو أسبوع أو شهر، فالتخطيط الجيد للعطلة هو أو
ثمرة للاستفادة من العطلة الصيفية.
أخيراً: علينا أن نستثمر
أوقاتنا فيما يعود علينا وعلى أبنائنا وأسرنا وشبابنا ومجتمعنا بالنفع.
البلاد برس- عبد الرحمن جاويش
Views: 5