الكثير
من الموظفين والأصدقاء يحرضونني بشكل مستمر للكتابة عن ضعف الرواتب وضرورة
زيادتها في ظل هذه الظروف العصيبة, ولكن كنت أتردد دائماً لأنني أعرف
الظروف الاستثنائية التي تمر فيها البلاد، ولكن مع تجاوز أغلبية الخطوط
الحمراء وتحسن الواقع الخدمي والمعيشي للمواطنين بشكل ملحوظ مقارنة مع
السنوات الماضية العصيبة سأسمح لنفسي بمعاتبة الحكومة وسأضرب مثلاً عسى
ولعل أن ينظر بشكل جدي بضرورة زيادة الرواتب.
جلست
مع زوجتي أم المجد وحسبت راتبي البالغ 41 ألف ليرة ماذا يقدم لي ولأسرتي
المؤلفة من ستة أشخاص, وباعتبار أم المجد «شاطرة» بالحساب «حسبتا
عالطاير»41 ألف ليرة تقدم لي أجور النقل على مدار الشهر وسندويشة فلافل
واحدة مع كأس عيران من عند جارنا أبو أحمد فقط! وبقية العيلة لهم رب
العباد؟! لذلك نحن نريد زيادة للراتب بحيث تكفي هذه العائلة أجور النقل
وسندويش الفلافل… أي نطالب برأس مال المعيشة في حدها الأدنى لا أكثر.
تذكرت خلال هذه الحسابات والدي -رحمه الله- وقارنت جهدي المبذول في عام
1988 كنت موظفاً جديداً قد قبضت راتبي وكنت فرحاً جداً لأنني أصبحت منتجاً
وكذلك والدي كان فرحاً أيضاً، وعند مروري ووالدي من قرب محطة الحجاز عرض
علي أن أتشارك معه في شراء ورقة يانصيب من أحد الباعة المتجولين وإذا ربحنا
تكون القسمة مناصفة، قبلت بالصفقة وأعطيت والدي 50 ليرة من راتبي البالغ
حينها 1800 ليرة وابتاع والدي ورقة يانصيب كاملة وقال لي حرفياً (على حظ
راتبك الجديد) وشاءت الأقدار أن تربح هذه الورقة /4000/ ليرة وكان هذا
مبلغاً محرزاً حين ذاك، طالبت والدي بأن يدفع لي 2000 ليرة ولكنه ماطل
كثيراً من دون أن يدفع لي ومع تكرار المطالبة وعدم الدفع يئست من أن يدفع
لي نصف الجائزة وقلت له: «طيب أعد لي الـ 50 ليرة رأسمال البطاقة» وكذلك لم
يبالِ ولم يعطني شيئاً, وبقيت أذكّر والدي مازحاً بما فعله معي حتى وافته
المنية.. رحم الله والدي وحمل مع حكومتنا حتى تستطيع أن تعطينا جهدنا من
الراتب بما يكفي عدد أفراد العائلة جميعها… ودمتم.
“تشرين
Views: 13