مداد – مركز دمشق للابحاث والدراسات
عقدَ مركز دمشق للأبحاث والدراسات – مِداد ورشة حوارية ضمن فعالية “رواق
دمشق”، بعنوان: «إشكالية الدولة والدِّين: المجتمع السوريّ أنموذجاً»، وهو
عنوان الورقة الخلفية التي أعدها الدكتور كريم أبو حلاوة رئيس قسم
الدراسات الاجتماعية في المركز، وذلك يوم السبت الموافق لـ 6 تشرين
الأول/أكتوبر 2018.
شارك في هذه الورشة كلٌّ من السيدات والسادة: الدكتورة أيسر ميداني،
الدكتورة ديمة اسكندراني، الدكتورة ربى ميرزا، السيدة روعة الكنج، الدكتورة
لميس يوسف، الدكتورة نهلة عيسى، الأستاذ نبيل صالح، الدكتور أكرم القش،
الدكتور كنان ياغي، الدكتور إسماعيل مروة، الدكتور محمود العرق، الدكتور
أحمد الدرزي، الدكتور منير الحمش، الدكتور وضاح الخطيب، الدكتور رفيق صالح.
ومن مركز دمشق حضر كل من الدكتور عقيل محفوض، الدكتورة إنصاف حمد، والعميد
تركي حسن.
أدار الجلسة الأستاذ هامس زريق مدير عام مركز دمشق، رحّب بالضيوف بداية،
وأشار إلى أنَّ هذه الجلسة تحت هذا العنوان تأتي تزامناً مع المشكلة التي
تشغل منصات التواصل الاجتماعي حول المرسوم رقم /16/ الناظم لعمل وزارة
الأوقاف. ولئلا ندخل في تفاصيل المرسوم نفسه آثرنا ألا يكون عنواناً
للجلسة.
كذلك أشار الأستاذ هامس زريق إلى أن مركز دمشق وجّه دعوة إلى وزارة
الأوقاف، وإلى مجموعة من الشخصيات الإسلامية غير المرتبطة بالوزارة، لكنها
عزفت عن المشاركة، رغم أن إدارة المركز كانت تتمنى وجود هذه الشخصيات ضمن
الضيوف، ومشاركتها في النقاش.
بعدها عرض الدكتور كريم أبو حلاوة الورقة الخلفية التي حددت الأطر العامة للحوار، وتضمنت في أبرزُ نقاطها الآتي:
-تتشابك العلاقة التي تربط الدِّين بالدولة وتتعقد، بدءاً من التكوينات
الدولتية الأولى، وصولاً إلى الدولة الحديثة (دولة الحق والقانون)؛
فالدِّين والسياسة بعدان تكوينيان من أبعاد الحياة الاجتماعية. وفي الشرق
بالمعنى الحضاري كان للدين حضورٌ قويٌ ومستمرٌ، فالشرق روحاني منذ القدم.
-تظهر الفوارق بين الدول في طريقة تنظيم وإشباع الحاجات الروحية للأفراد
والجماعات، أي أن أشكال الارتباط بين السياسي والديني تمتد من التماهي إلى
التحالف فالتنافس، لتبلغ حدَّ الصراع والتناقض.
-البعد الكاشف للأزمة في سورية عرّى وفضح دعاوى الإسلام السياسي المتطرف
بصيغه الوهابية والإخوانية وتنظيماته الأكثر دموية، بدءاً من “القاعدة” إلى
“جبهة النصرة” و”داعش” وسواها من التنظيمات التي لم تتردد باستخدام كل
أشكال العنف وأكثر الإيديولوجيات تعصباً وظلامية لتكريس وجودها.
-الآن، وبعد تكشف أبعاد اللوحة ومآلاتها، واتضاح انتصار الدولة السوريّة،
لم يعد لتيار الإسلام الجهادي العنفيّ مكان أو حظوة، فسارعت التيارات
الإسلامية الدعوية التي تصف نفسها بالوسطية والاعتدال بملء الفراغ مثل
القبيسيات، فريق الشباب الديني، انتشار الخطاب الديني الوعظي والإرشادي
والتعليمي الذي لا يخلو من إشارات وتنبيهات، تدلل على موقفه الرافض لواقع
التنوع الدينيّ والإثني والثقافي في الحياة السورية، عبر الحديث عن اللباس
تارةً والأسماء تارةً أخرى، وصولاً لتفسير النصوص والأحداث، ومحاولات تنميط
صورة المسلم من هذا المذهب أو ذاك، وتقديمها بوصفها تعبيراً عن جوهر
الإسلام!!
-التجاذب المستمر بين الدين والسياسة والتساؤلات المتصلة بأساليب إدارة الشأن الديني تبرز العديد من الأسئلة الملحة من قبيل:
•ما دور الدين في المجتمعات التعددية؟
•ما التأثيرات السلبية المترتبة على نشر وتقوية خطاب دينيّ معين على حساب بقية الخطابات؟
•ما العلاقة بين الهيمنة الثقافية التي يتوسّلها الإسلام السياسي واستخدامها كوسائل للوصول إلى السلطة؟
•أين يكمن دور الدولة، دولة الحقّ والقانون، في البقاء كدولة لجميع مواطنيها؟
•ما فوائد تنظيم الحياة الدينية داخل المجتمع، وما دور وزارة الأوقاف ودار الإفتاء وهيئة العلماء في هذا التنظيم؟
•ما التحفظات والمخاوف التي يثيرها القانون 16؟
Views: 5