يكاد لا يمر يوم ولا تسمع في مراكب النقل العامة حديثا أو “حربا” لفظية اندلعت بين السائق وأحد الراكبين بسبب “ما معك خمسين ليرة؟”، “يا أخي مافي خمسينات”، “خمسينات يا جماعة بالله تعطونا خمسينات”.
والغريب في مشكلة الـ 50 ليرة أن المصرف المركزي ضخ في السوق كميات من الخمسينات المعدنية الجديدة، والتي تختفي “بقدرة قادر”، فالمفترض أن الضخ يلبي حاجة السوق ولكن ما حدث هو فقدان لهذه الخمسين التي يجب أن يتم تداولها على نطاق أوسع.
والأغرب هو “منظر” الخمسين ليرة الورق التي يتم تداولها، فأي خمسين ليرة مهما كانت قديمة و”ملزقة” ومهترئة فهي قابلة للتداول، فالمنظر هنا لا يهم بمقدار أهمية الوجود، على الأقل في خمسين ليرة ولو مهترية”، لسان حال السائق والمواطن.
وطبعا الحلول الشعبية دائما حاضرة، فـ “لزيق الجروح” الطبي أو البسكوتة “أم الخمسين” أو “أم الخمساوعشرين” صارت عملة متداولة وترجمة واضحة على “ما في خمسينات يا جماعة”.
الرد الرسمي الحكومي يأتي دائما بصيغة أن الخمسين موجودة وتم ضخها، بمعنى “نحنا عملنا يلي علينا”، ولا يرى أي مشكلة حقيقية، الخمسين موجودة والمشكلة غير موجودة، بخلاف المواطن الذي يرى المشكلة موجودة والخمسين غير موجودة.
آخر رد رسمي بهذا الخصوص ما قاله عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة دمشق باسل ميهوب، الذي أعاد، في تصريحات صحفية، نفس الاسطوانة، مستشهدا بكلام من بنك سوريا المركزي.
وبيّن ميهوب أنه “جرى التواصل مع مصرف سوريا المركزي، الذي أكد القائمون عليه أن العملة النقدية من فئة الـ50 موجودة في الأسواق، ولدى المصرف كقطع نقدية، 50 ليرة قطعة واحدة و25 ليرة قطعتين”.
وكان الجديد هو اقتراح ميهوب لحل للمشكلة، والحل يكون “من خلال لجوء السائق للمصرف وتبديل مبلغ معين بعملات نقدية من فئة الـ50 ليرة”، أي أن الخمسين موجودة “وما عليك إلا تروح وتجيبها”.
قد تبدو مشكلة الخمسين ليرة سخيفة أمام المشاكل الأخرى التي يعاني منها المواطن السوري، خصوصا اقتصاديا، ولكن فكرة أن تكون عملة تحتاجها للتداول اليومي مفقودة “اي مو زابطة”.
Views: 3