بريد الشام – علي محمود جديد
قرر المجلس الأعلى للتعليم التقاني إلحاق المعهد التقاني الإحصائي في دمشق، والمعهد التقاني الإحصائي في اللاذقية، التابعان للمكتب المركزي للإحصاء، إلحاقهما بجامعتي دمشق وتشرين، كل حسب مكانه الجغرافي، وذلك بدءاً من العام الدراسي / 2019 – 2020 / .
في الواقع إن لم يكن هذا الإلحاق سيرتبط بسوق العمل، وتأمين فرص حقيقية لخريجي معاهد الإحصاء، فإن هذا لا يعدو أكثر من كونه قراراً لا داعي له ولا طعم، وليس أكثر من ضياع للوقت، وإحداث إرباك للمكتب المركزي للإحصاء – المرتبك سلفاً في هذه الأيام أقلّها بسبب الأحداث التي لا تتيح له الوصول إلى النتائج المرجوّة – وإرباك للجامعتين أيضاً، وكانت تلك الجهات بغنى عنه.
فعلى الرغم من حاجة المكتب المركزي للإحصاء، لخريجي هذين المعهدين
لتطوير كوادره وأعماله، كان المكتب يخرّج الطلبة ولا يستطيع تعيين واحد
منهم في إدارته ولا في فروعه في المحافظات، وكنّا ولا نزال نرى خريجي
المعاهد الإحصائية يلهثون مثل غيرهم من الخريجين الآخرين بحثاً عن فرصة
عمل، وأغلب الذين أسعفهم الحظ بفرصة، فتكون ( الفرصة ) لا علاقة لها
بالإحصاء لا من قريب ولا من بعيد ..!
كنّا نأمل أن تسعى الجهات المختصة لاستثمار هذه الكوادر بما اختصّت
به من علوم الإحصاء، سواء كان في المكتب المركزي، أم في مختلف الجهات
العامة والخاصة، لأن كل هذه الجهات يكون لديها عملاً إحصائياً بشكل أو بآخر
.. ولكن ما الفائدة ..؟! فما زلنا بعيدين كل البعد عن ربط الجامعة
والمعاهد والمدارس بسوق العمل، وكذلك بعيدين عن استثمار إمكاناتنا البشرية
التي نزداد إمعاناً في هدرها وقتما لا تجد فرصة للعمل، وعدم توجيهها إلى
أماكنها الصحيحة.
Views: 7