خطت وحدات الجيش العربي السوري أمس، خطوة إستراتيجية أخرى باتجاه السيطرة على مدينة خان شيخون، التي أحكمت حصارها عليها من الجهتين الغربية والشمالية الغربية، بعد معارك ضارية مع إرهابيي جبهة النصرة والميليشيات المتحالفة معهم.
مصدر ميداني بين لـ«الوطن»، أن الجيش أحكم قبضته على تل كفر دون، الواقع غرب الطريق الدولي حلب حماة، وكذلك على تل النار ومزارع خان شيخون الشمالية الغربية، بعد معارك مع إرهابيي المنطقة.
وأوضح المصدر، أن الجيش شدد طوقه على الإرهابيين واستهدفهم بنيران
أسلحته واقترب حتى ساعة إعداد هذه المادة من الطريق الدولي حلب حماة من
الجهة الشمالية الغربية بنحو 3 كم فقط، على حين أمست المدينة بمتناول قبضته
إذ لم تعد المسافة التي تفصله عنها سوى 1 كم.
ولفت المصدر إلى أن الطيران الحربي استهدف مواقع وتحركات المجموعات
الإرهابية في اللطامنة وكفر زيتا ومورك ولحايا في ريف حماة الشمالي، ما
أسفر عن مقتل العديد منهم وجرح آخرين وتدمير عتادهم الحربي.
مواقع إعلامية معارضة نقلت عن مصادر من الميليشيات المسلحة قولها: إنه في
حال سيطرة قوات الجيش السوري على خان شيخون والقرى المحيطة بها، سيؤدي ذلك
لمحاصرة «نقاط المراقبة التركية» في المنطقة ومنها التي تتمركز في بلدة
مورك.
بالتوازي، سارع النظام التركي إلى دعم ميليشياته في إدلب بصفقة صواريخ
وبإرهابيين من ميليشيا ما يسمى «الجيش الوطني»، العاملة في المناطق التي
يحتلها شمال وشمال شرق حلب، على أمل تعديل موازين القوى في ريف إدلب
الجنوبي، ووقف تقدم الجيش.
وأوضحت مصادر معارضة متقاطعة مقربة من ميليشيا الفيلق الأول التابع لما
يسمى «الجيش الوطني» ومن «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر ميليشيا شكلتها
تركيا في إدلب، لـ«الوطن» أن جبهة النصرة، سمحت أمس بعبور رتل من الأولى
لدعم الثانية في ريف إدلب الجنوبي قادمة من عفرين عن طريق أوتستراد حلب
حماة بعد أن منعته من اجتياز المنطقة في اليوم السابق إلا أنها رضخت محرجة
خشية تذمر حاضنتها، وضغط بعض الناشطين.
وبينت المصادر أن «النصرة»، حالت دون وصول الرتل العسكري، الذي قوامه عربات
عسكرية وأسلحة ثقيلة ومتوسطة وعشرات الإرهابيين، إلى جبهات القتال في محيط
خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، وذلك لعدم اتهامها بأنها عجزت مع التنظيمات
الإرهابية الموالية لها مثل «أنصار التوحيد» و«حراس الدين» عن الاحتفاظ
بمناطق هيمنتها، عدا عن خوف الفرع السوري لتنظيم القاعدة من اشتداد ساعد
«الوطنية للتحرير» ومن خلفها النظام التركي.
وتوقعت المصادر ألا تحدث المؤازرات التي أرسلها «الجيش الوطني»، بتوجيه من
النظام التركي، أي تغييرات ميدانية على الأرض، لأن دورها ينحصر في دعم خطوط
القتال الخلفية، وخصوصاً الواقعة في محيط مدينة معرة النعمان، التي ما
زالت فعلياً في قبضة «الوطنية للتحرير»، والمعقل الوحيد والمهم لها على
طريق عام حماة حلب، الذي يسعى الجيش السوري للسيطرة عليه.
الوطن – وكالات
Views: 2