ربما لم ينتبه الكثير من الأشخاص الذين يرون اللوغو الخاص بمعرض دمشق الدولي إلى دلالاته.. فالزهرة الشامية التي اعتمدت كعنوان لهذا المعرض تتضمن عدد المحافظات السورية الأربع عشرة محافظة، وفي قلبها رقم دورة المعرض لهذا العام 61.
أضاف مصمم اللوغو الفنان بديع جحجاح أن التويجات تتحول إلى حمائم السلام بقصد إرسال رسالة من سورية بعد انتصارات الجيش وصبر الشعب للعالم أننا دعاة سلام، وأن كل التفاعلات التي يمكن أن تحكي عنها هذه الزهرات، وحمائم السلام وحتى الألوان تشير إلى الغنى الإنساني والثقافي والحضاري والفني التراثي في بلادنا، وأن عدد التويجات في الوردة الشامية يشمل كل المحافظات السورية، وعندما نقول «من دمشق إلى العالم» يعني من سورية إلى العالم، وإن حاول في التصميم العمل على فكرة رمزية يتفق عليها كل الجمهور، لأن المعرض مشروع جماهيري، ينتظره كل البلد، لذا اعتمدنا عنصراً طبيعياً يتبادله الناس في حياتهم بشكل يومي كالزهرة أو الحمامة، وأن محددات التصميم هي: البساطة، والعمق والقوة والغنى.
عوائد كبيرة
وكما جسد «لوغو» معرض دمشق الدولي أكثر من فكرة، كذلك يحقق المعرض إنجازات اقتصادية في أكثر من مجال، رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس قال خلال جولته التفقدية للمعرض أمس الأول: إن المعرض يمثل أحد عوامل التنمية الاقتصادية التي تعول عليها الحكومة، وأشار إلى أنه تم خلال الدورتين السابقتين للمعرض التوقيع على عقود كثيرة، وأنهم يطمحون حالياً لأن تكون أرقام العقود الموقعة مضاعفة عن السنوات الماضية، وأضاف أن سورية برغم الحرب والعقوبات لديها حالياً صناعات نوعية في كل المستلزمات على الصعيدين الداخلي والتصديري، وإذا كان هذا في مجال العقود فإن للفنادق حصتها أيضاً فقد بلغت نسبة إشغالات الفنادق 100% كما أكد مدير سياحة دمشق طارق كريشاتي، وأن الحجوزات مُكتملة بالفنادق بمستوياتها المختلفة، وأن أغلبية النزلاء هم من المشاركين في الدورة الـ61 لـ«معرض دمشق الدولي»، وأن نزلاء الفنادق من جنسيات وبلدان عربية وأجنبية متعددة مثل: البرازيل والأرجنتين وكوبا والهند والتشيك وإيران وروسيا، وسلطنة عمان ولبنان والعراق والإمارات، حيث كانت المشاركة الإماراتية من بين المشاركات اللافتة ضمن هذه الدورة لمعرض دمشق، فقد استقبل القطاع الخاص وفداً إماراتياً يتكون من 46 شخصية إماراتية، مؤكدين أهمية هذه المشاركة بالنسبة لهم لجهة رفع حصة الشركات الإماراتية في العملية التجارية والصناعية في سورية، وقد أكد رئيس الوفد أن ٢٦ شركة تعرض منتجاتها في المعرض، ما سيعطي فرصة للقطاعين الخاصين السوري والإماراتي لتعزيز التواصل، وأكد رئيس غرفة تجارة وصناعة الشارقة نائب رئيس اتحاد غرف الإمارات عبدالله سلطان العويس أن قدوم الوفد إلى سورية لحضور معرض دمشق الدولي ينطوي على رغبات عميقة بدفع العلاقات الاقتصادية نحو الأمام، وأن لدى الكثير من رجال الأعمال الإماراتيين رغبة في عقد شراكات تقوم على المنفعة المتبادلة في تأمين السلع والاستفادة من البنى التحتية في الإمارات لدفع المنتج السوري نحو مستوى جديد من الإنتاج والتصدير.
الأمين العام لاتحاد غرف الإمارات حميد محمد بن سالم قال: إن التقدم جارٍ في مباحثات التعاون حيث إن المناحي القانونية لنفاذ المنتج السوري نحو الإمارات وبالعكس جاهزة وتحتاج لمن يدقق في تفاصيلها للاستفادة منها في دعم التبادل التجاري وتحقيقه.
حسومات
للقطاع الخاص السوري مشاركة كبيرة في هذا المعرض، إذ يشارك في المعرض نحو 310 شركات وطنية خاصة تصنع المواد الغذائية والكيميائية والهندسية والنسيجية على مساحة تقارب ٣٢ ألف متر مربع، وستُقدم أجنحة الشام للطيران العديد من العروض لزوار المعرض تتضمن حسومات بمقدار 10% على كل تذاكر السفر على خطوطها للمحطات المباشرة و5% على كافة أسعار خدمات الشحن على متن طائراتها ورحلاتها إلى هذه المحطات، إضافة إلى إجراء سحب يومي (طوال فترة المعرض) لزوار جناحها على تذاكر سفر مجانية، كما سيُقام ضمن جناح الشركة أيضاً مسابقات ونشاطات متميزة لجمهور الزائرين وسيتخلل الفعاليات استقبال للعديد من الشخصيات الإعلامية والفنية والاقتصادية والدبلوماسية في جناح الشركة.
مسير الخيول
تشارك وزارة الزراعة في المعرض بعدة أنشطة وقطاعات من قطاعاتها، مدير الاقتصاد الزراعي في الوزارة الدكتور أحمد دياب أشار إلى أن مشاركة وزارة الزراعة بمعرض دمشق الدولي لها شقان: الأول بالجناح الوطني السوري بمساحة 100 متر مربع ضم معظم المؤسسات الإنتاجية والبحثية كالهيئة العامة للبحوث الزراعية ومؤسسة إكثار البذار والمؤسسة العامة للمباقر ومديرية المرأة الريفية ومديرية وقاية النبات، أما الشق الثاني من مشاركتهم فهو المشاركة في المعرض الزراعي السوري الدولي بمساحة داخلية 1414 متر مربع ومساحة خارجية 2000متر مربع، وذكر أنهم حاولوا هذا العام تغطية السلسلة الإنتاجية السلعية لأغلب المحاصيل الزراعية ابتداء من الشركات العاملة بتأمين البذور والشتول وصولاً للشركات التي تؤمن الأسمدة والمبيدات سواء المصنعة محلياً أو المستوردة خارجياً، وانتهاء بالشركات العاملة بمنح شهادات (KAB) التي تمنح شهادات اعتمادية للممارسات الزراعية الجيدة.
وبين الدكتور دياب أنه لدى الوزارة أيضاً مشاركة مميزة جداً لمكتب الخيول العربية الأصيلة ولمديرية الحراج حيث يتم عرض حدائق بيئية ومنظر عام لحريق غابة، كما سيكون لدينا مزادان لمكتب الخيول العربية الأصيلة إضافة لمسيرة خيول ستكون مبهجة ومفرحة لجميع الزوار ولرواد معرض دمشق الدولي.
ولفت الدكتور دياب إلى أنه في هذا العام بذلت وزارة الزراعة جهداً كبيراً لإرضاء جميع زوار المعرض الزراعي السوري الدولي ومعرض دمشق الدولي لتحقيق الغاية المنشودة من هذا المعرض المتمثلة بجمع المنتج والمصدر والمستورد في وقت ومكان واحد، وتالياً دفع عجلة تصدير المنتجات الزراعية ورفع نسبة مشاركتها في مجموع الصادرات السورية، داعياً كل من يعمل بالقطاع الزراعي بكل مكوناته لزيارة المعرض الزراعي السوري الدولي ليرى التميز والنقلة النوعية التي تمت خلال هذا العام، لافتاً إلى أن عدد المشاركين في المعرض الزراعي السوري الدولي وصل إلى 162 شركة.
مدير المشروع الوطني للتحول للري الحديث المهندس يحيى محمد بين من جهته أن مديرية مشروع الري الحديث تشارك بجناح مساحته 18 متراً مربعاً ضمن فعاليات المعرض الزراعي السوري الدولي (SITex) وضمن الدورة 61 لمعرض دمشق الدولي من خلال المشاركة بعرض ماكيتات حية تحاكي تنفيذ شبكات الري بالتنقيط على الأشجار والخضراوات وشبكات الري بالرذاذ، إضافة لعرض مجسمات وإكسسوارات لشبكات الري الحديث والمجموعة الرأسية والأنابيب، إضافة لعرض لوحات تبين مزايا الري الحديث بكافة أشكاله (رذاذ –تنقيط-سطحي مطور) ولوحات تبين الوثائق المطلوبة للحصول على القرض، ولوحات تبين الدعم الحكومي المقدم للفلاحين الراغبين بالتحول للري الحديث الذي يصل إلى 60% من قيمة الشبكة الممولة نقداً و50% من قيمة الشبكات التي تقدم على شكل قروض من دون فائدة.
ولفت المهندس محمد إلى أنه سيتم عرض مقاطع فيديو تبين تنفيذ شبكات الري وميزات الري الحديث، إضافة إلى المقارنة بين الري التقليدي والحديث، لافتاً إلى أن مشاركتهم تهدف كأي مشارك إلى تعريف المواطنين بمزايا الري الحديث والدعم الحكومي المقدم للفلاحين للتحول للري الحديث والإكسسوارات وتقنيات الري الحديث.
تشرين
Views: 1