محمود الصالح| كشف مدير الحدائق في محافظة دمشق محمود مرتضى لـ«الوطن» عن وجود ما يزيد على 1.8 مليون م2 من الحدائق في مدينة دمشق تمثل ما يقارب 15 بالمئة من المساحة الكلية للمخطط التنظيمي للمحافظة.
وأكد مرتضى أن الوضع العام للحدائق في مدينة دمشق جيد لكن هناك معاناة كبيرة جدا جراء النقص الكبير في عدد الكوادر الفنية العاملة في المديرية، حيث كان عدد العاملين في قطاع الحدائق في عام 2010 أكثر من 4 آلاف عامل وفني ومهندس وتراجع الآن إلى 1300 نتيجة هذه الأزمة وتسرب عدد كبير من عمال الحدائق والمشاتل والورش الخاصة بهذه الأعمال إضافة لتقاعد وترك العمل وعدم تعويض الفاقد البشري بسبب قلة الأيدي العاملة وتدني الأجور قياساً إلى ما هو موجود في القطاع الخاص، مضيفاً: وبالرغم من هذا الواقع استطعنا أن نحافظ على أغلب الأشجار والمسطحات الخضراء خلال فترة الحرب.
واشتكى مرتضى من عدم تعاون المجتمع المحلي في الاهتمام بالحدائق ورعايتها كما هو الحال في أغلب دول العالم حيث يتعاون المجتمع الأهلي مع الحكومة في توفير الرعاية والخدمات للحدائق بأشكال مختلفة، وعلى العكس تماما هناك إساءة من قبل الكثير من رواد الحدائق على مكونات الحديقة من أشجار وورد وأعشاب ومقاعد وأجهزة إنارة ودورات مياه، مضيفا: فمن غير المعقول أن يقوم رواد الحديقة بالطبخ فوق العشب الكازون الذي يكلف مبالغ كبيرة وأي حرارة أو زيت أو تعاط غير طبيعي مع هذه الأعشاب يؤدي لموتها.
وركز مدير الحدائق على موضوع الإساءة البصرية التي تنتشر في بعض الحدائق وتضر بالحالة الاجتماعية لرواد الحدائق، معتبراً أنه من غير المقبول فرض مشاهد لا أخلاقية على رواد الحدائق وخاصة الأطفال من خلال قيام البعض من الشباب بتصرفات غير اجتماعية ما جعل الكثير من الناس تحجم عن ارتياد بعض الحدائق التي تنتشر فيها هذه الظواهر، مؤكداً العمل على معالجة هذا الموضوع من خلال التجهيز لتنظيم ضبوط بحق كل من يسيء استخدام الحدائق ومنها رمي الأوساخ والتكسير والتخريب وممارسة أفعال غير اجتماعية في الحديقة وهي غرامة بمبلغ 500 ليرة!
وأكد أن الموضوع يحتاج إلى معالجة متكاملة من خلال تربية الجيل مضيفا: قررنا أن نتعاون مع وزارة التربية ليتم أخذ طلاب أحد الصفوف إلى حديقة وإجراء درس عملي عن كيفية التعامل مع مكونات الحديقة وآداب ارتياد الحدائق وهكذا كل يوم تكون هناك مدرسة محددة.
وأكد مرتضى أنه لا توجد إحصائية محددة للخسائر في الحدائق، لكن العمل اليومي مستمر في كل الحدائق من خلال ما يتوافر في المديرية من إمكانيات وهي قليلة جدا مشيراً إلى توقف أكثر من 60 بالمئة من الآليات والتجهيزات الفنية لدى المديرية مضيفا: وما يتوافر الآن من آليات هي ليست بالمستوى المطلوب للأداء لأنها أصبحت قديمة ولا تؤدي العمل بالشكل المطلوب وأغلبها يحتاج إلى صيانة ولا تتوافر قطع التبديل اللازمة بسبب الحصار لأن أغلب التجهيزات القديمة هي مستوردة.
واشتكى مدير الحدائق من موضوع قلة المحروقات والتقنين الكبير جدا في المازوت والبنزين حيث لا تكاد الكميات المتوافرة تكفي لأكثر من عدة أيام.
وأشار إلى حاجة المديرية من القلابات وهي بحدود 20 قلاباً والآن لا يتوافر منها سوى 12 قلاباً وتعمل بكفاءة 40 بالمئة، وأيد مدير الحدائق ما نقل إلينا من نقص شديد جدا في الوقود يؤدي في أغلب الأحيان إلى توقف العمل، وأكد وجود 11 بيتاً بلاستيكياً تحتاج إلى كميات من المازوت للتدفئة للمحافظة على النباتات التي تضمها والتي تكلف مبالغ كبيرة يتم خسارتها لمجرد الحاجة إلى كمية من المازوت.
وعن حرمان أبناء دمشق من حديقة تشرين خلال فصل الصيف بسبب مهرجان التسوق أكد مدير الحدائق أنه طلب إلى محافظة دمشق توفير المكان لكن هي غير معنية بهذا المهرجان ولا تحقق أي عائد مادي منه وهناك أضرار كبيرة تسبب بها مهرجان التسوق وعدت غرفة تجارة دمشق بتعويضها.
وأكد مرتضى أن مشاتل الحدائق متميزة وتنتج أفضل أنواع الأشجار والنباتات والأزهار التي تحتاجها الحدائق في دمشق ولكنها بحاجة إلى تجهيزات من الآليات والأهم من كل ذلك توفير كميات مناسبة لهذه الآليات لتستطيع تنفيذ البرامج المكلفة بها نافياً وجود خطة لإقامة حدائق جديدة في العام الحالي، مضيفا: يمكن أن يتم تنفيذ حديقة واحدة في مشروع دمر في العام القادم.
وبين مدير الحدائق أنه لا يوجد أي مانع لطرح أجزاء من الحدائق للاستثمار بما يتناسب مع الوظائف الأساسية للحدائق وهذا معمول به في كل العالم.
الوطن
Views: 2