مجدداً ترتفع اليدان الشريفتان الروسية والصينية في مجلس الأمن الدولي فيما يطلق عليه الـ«فيتو» المزدوج لمواجهة من يريدون إنقاذ الإرهابيين في إدلب وكانت اليد الروسية والصينية قد ارتفعت 13 مرة منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية في وجه رعاة الإرهاب الدولي ولجمت تمادي هؤلاء في حماية الإرهابيين وشرعنة أعمالهم المجرمة، كما أحبطت مشاريعهم وقوضت آمالهم وقوت من عزيمة الجيش العربي السوري وحلفائه للقضاء على التنظيمات الإرهابية وتحرير معظم الجغرافيا السورية منها.
والمفارقة الفاضحة كيف أن الذين صاغوا القرار -والذين تهكم عليهم مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري بأنهم «حملة القلم الإنساني»- يتجاهلون جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها ولا يزال ما يسمى «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة وأدواته من التنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية العميلة له ولا يسمع لهم صوت عندما يتعلق الأمر بالوجود الأجنبي غير الشرعي الأمريكي والبريطاني والفرنسي والتركي على الأراضي السورية والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وقد خاطب المندوب الروسي نيبينزيا «حملة القلم الإنساني» ومن وراءهم قائلاً: (نستغرب كيف اختفت إنسانيتكم عندما دمر «التحالف الدولي» مدينة الرقة وعندما سويت هذه المدينة بالأرض)، مبيّناً أنه عند كل تقدم للجيش العربي السوري بمواجهة الإرهاب فإن هؤلاء الإرهابيين يصبحون ممثلين لـ«المعارضة السورية».
في المحصلة لم تعد واشنطن تسرح وتمرح وتأمر وتنهي في مجلس الأمن الدولي فقد غير الـ«فيتو» الروسي- الصيني المتكرر المشهد على الساحة الدولية وفرض معادلات جديدة في اتخاذ القرارات الدولية لم تكن متوقعة أو محسوباً حسابها بعد التحكم الأمريكي الكامل بها طوال زمن القطب الأمريكي الأحادي، وبالطبع ما كان إسقاط القرار الجديد ليحتاج إلا لـ«فيتو» واحد، ولكنّ هذا الـ«فيتو» المُزدوج الروسي- الصيني يُوجّه رسالةً قويّةً إلى الدول الغربيّة والولايات المتحدة الأمريكيّة، إلى جانب تركيا، بأنّ البلدين مستمران في تكسير الأحادية القطبية وإزالتها إلى غير رجعة وأنهما في خندقٍ واحد، لدعم مسيرة الجيش العربي السوري في تحرير إدلب وكل شبر من الأراضي السورية من دنس الإرهاب.
Views: 11