أشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال مقابلة حصريّة مع مجلة مسير التابعة لمكتب حفظ ونشر آثار قائد الثورة الإسلاميّة إلى قضيّة اتّصال سعد الحريري بحزب الله أيام حرب تموز وتبليغ الحريري شروط أمريكا من أجل إنهاء الحرب وتأكيد السعوديّة بأنّ الإجماع الدولي كان مفاده سحق حزب الله في حال عدم استسلامه ثمّ يتحدث الأمين العام لحزب حول رسالة الإمام الخامنئي التي قال فيها سماحته أنّ أسر الجنديين كان لطفاً إلهيّاً سلب الإسرائيليّين عامل المفاجأة في حرب تموز وبعد ذلك يشرح السيد نصرالله الأهداف التي دفعت الصهاينة إلى العمل على عزل سوريا عن محور المقاومة من خلال القضاء على نظام الرئيس بشار الأسد.
يشير السيد نصرالله في هذا الحوار إلى قضيّة اتّصال سعد الحريري بحزب الله أيام حرب تموز وتبليغ الحريري شروط أمريكا من أجل إنهاء الحرب، ويعدّد سماحته الشروط الأمريكية قائلاً: الشّرط الأول، أنتم أخذتم أسيرين من الجنود الإسرائيليّين، يجب أن يعود هؤلاء الأسرى بلا قيد أو شرط. الشرط الثاني هو أن يقوم حزب الله بتسليم كامل أسلحته ويتحول إلى حزب سياسي. الشرط الثالث هو أن نوافق على مجيء قوات متعددة الجنسيّات، يعني ليس قوات دوليّة تابعة للأمم المتحدة، وإنما خاضعة للإدارة الأمريكيّة. أن نقبل بمجيء قوات متعددة الجنسيات إلى لبنان، تنتشر على كامل الحدود اللبنانية الفلسطينيّة، وعلى كامل الحدود اللبنانيّة السورية وإلى المطار وإلى الميناء وإلى المعابر، يعني معابر الدخول والخروج إلى لبنان، يعني احتلال دولي واحتلال أمريكي. طبعاً نحن رفضنا وواصلنا الحرب والقتال.
كما يتحدّث الأمين العام لحزب الله حول الإجماع الدولي على إبادة حزب الله في حرب تمّوز ويتابع سماحته قائلاً: بعض المسؤولين اللبنانيّين اتّصلوا بمسؤولين سعوديّين ليتدخّلوا لوقف الحرب وهؤلاء قالوا لهم: لا يتدخّل أحد هناك قرار أمريكي دولي إقليمي عربي بسحق حزب الله. وبالتالي لا أحد يتدخّل، حزب الله إمّا أن يستسلم وإمّا أن يُسحق.
ثمّ لفت السيد نصرالله إلى تحليل الإمام الخامنئي فيما يخصّ عامل المفاجأة للصهاينة في حرب تمّوز قائلاً: سماحة القائد يقول ما مضمونه أنّ أسركم للجنديّين الإسرائيليّين كان لطفاً إلهيّاً خفيّاً لأنّ هذه العملية أجبرت الإسرائيلي على الدّخول في ردّ فعل معكم الآن، والإسرائيليّون والأمريكيّون كانوا يخطّطون لحرب على لبنان وعلى حزب الله في لبنان في آخر الصيف وأول الخريف ٢٠٠٦، وكانت الحرب ستبدأ بشكل مفاجئ وتُباغتون وتُفاجأون وأنتم لستم مهيّئين. إنّ أخْذكم للأسيرين، اللطف الإلهي فيه كان أنّه استعجل الزّمان، يعني لم تحصل الحرب في الوقت الذي أرادته أمريكا وإسرائيل، ولم يكونوا بعد جاهزين للحرب، بل كانوا يُجهّزون للحرب. وأنتم كنتم متجهّزين، يعني لا يوجد عامل الغفلة والمفاجأة.
طبعاً هذه الفكرة فيما بعد أيّدها كبار، أي بعد ما قلتُ [ذلك] في الإعلام، الأستاذ الراحل محمد حسنين هيكل أقام حلقتين في قناة الجزيرة في ذلك الوقت لشرح وتأييد هذه الفكرة. أحد الكتّاب الكبار في الولايات المتحدة الأمريكيّة باسم سيمون هيرش أيضاً كتب هذا المضمون بعد ما قلت هذا في الإعلام.
وشرح الأمين العام لحزب الله دوافع الكيان الصهيوني من أجل الإطاحة بالحكومة السورية قائلاً: الإسرائيليّون بعد حرب تمّوز كانت لديهم دراسات كثيرة ووصلوا إلى استنتاج يقول لنقضي على المقاومة في لبنان وفلسطين يجب أن ننتهي من سوريا.
ووصف السيد نصرالله سوريا بأنّها إحدى أعمدة المقاومة وبعد أن أشاد سماحته بمواقف الرّئيس بشار الأسد تابع قائلاً: إذا أردت أن أستخدم عبارة دقيقة كان سماحة السيد القائد يقول أن سوريا هي عمود الخيمة، اليوم بدون سوريا ستُعزل المقاومة في لبنان، وبدون سوريا المقاومة في فلسطين ستُعزل، سوريا هي جزء أساسي في جسد المقاومة وفي محور المقاومة. البعض يستعمل عبارة جسر، هي أكثر من جسر، هي جزء رئيسي وكبير ومهم وقوي جدّاً من بدن وجسد وعقل وثقافة وفكر وإرادة المقاومة في المنطقة. وهذا ثبت بالخصوص بعد حرب تمّوز، و[من خلال] موقف سوريا ودعم سوريا وثبات سوريا التي كانت مهدّدة بالحرب في حرب تمّوز. كان من الممكن أن يوسّع الإسرائيلي حربه، والأمريكيّون كانوا موجودين في العراق على الحدود مع سوريا. وكان يمكن أن تُفرض حرب شاملة على سوريا، لكنّ الرئيس بشار الأسد لم يغيّر موقفه في حرب تموز وبقي إلى جانب المقاومة بموقف صلب وثابت.
المصدر: موقع حفظ ونشر آثار قائد الثورة الإسلاميّة
Views: 3