قضية التسول ظاهرة تشغل بال جميع الشرائح الاجتماعية لما لها من انعكاسات اجتماعية سلبية وفي محاولة لزاويتنا لرصد واقع هذه الظاهرة من خلال اللقاء مع بعض المتسولين و زيارة أسرهم . رصدنا حكايا و ماسي و قصص تبدأ بمطرقة الفقر و الحاجة و تسلط الآباء و تنتهي بمهنة تدر أموالا طائلة على ممارسيها مصير مجهول واقع الحياة اليومي لبعض الأطفال الذين يبدؤون رحلتهم اليومية منذ ساعات الصباح الباكر عند احد بائعي الخضار سعيا منهم وراء تامين قوت يومهم و متطلبات أسرهم على الرغم من علمهم بان ذلك الأمر مضن و مرهق و مخالف للأنظمة و القوانين إلا أن ظروفهم أقوى و أقسى من العقوبات التي تترتب عليهم بسبب تسربهم من مدارسهم .. مصير مجهول و مستقبل قاتم ينتظر هؤلاء الأطفال الذين اتخذوا من أبواب المحلات و البيوت و الشوارع العامة مواقع لهم و مكانا لمصدر رزقهم يمتهنون التسول المبطن المتستر في أشكال مختلفة فمنهم من يمسح الأحذية للناس ومنهم زجاج المحلات و السيارات و هناك آخرون يستعطفون السائقين لإعطائهم بعض النقود فيما يحمل بعضهم بين يديه بعض العلكة أو البسكويت أو المحارم أو الدخان وهذه حال عشرات الأطفال على الأرصفة في كل مكان تقريبا .
أسئلة كثيرة ترددت في الذهن و نحن في طريقنا لمتابعة هذه الظاهرة السيئة ترى من المسؤول عن هؤلاء الأطفال و غيرهم وهل هم ضحايا فعلا أم محترفون ومن الذي دفع بهم إلى الشوارع الحاجة أم هناك من دفعهم للتشرد و ألقى بهم في طرق الضياع و هل هناك جهات تعمل على تشغيلهم لحسابها . فأين الحل برأيكم . هل نصل لطفولة خالية من التسول و التشرد و التسكع بالشوارع …
محمد عواد الرفاعي
Views: 4