فضائح مدوية وبالجملة رافقت مسيرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مدى السنوات الثلاث التي مرت على ولايته الرئاسية ولا يكاد يخلو أسبوع أو أقل من دون هزة فضائحية مجلجلة في البيت الأبيض مصحوبة بإقالات أو استقالات لكبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية بلغت العشرات حتى الآن، لكن الفضيحة الأكبر والأخطر وربما القاتلة هذه المرة هي مكالمة ترامب مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينكسي والطلب إليه فتح تحقيق بصفقات ابن جو بايدن في أوكرانيا لتشويه سمعة بايدن المرشح المنافس له في انتخابات الرئاسة القادمة بعد أشهر.
مثل هذا الطلب للتأثير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة يعتبر من الكبائر في الدستور الأمريكي ويستحق أقسى العقوبات أقلها العزل من الرئاسة كونه يمس مباشرة جوهر الديمقراطية التي طالما تفاخرت بها الولايات المتحدة الأمريكية أمام جميع دول العالم فضلاً عن أن الاستعانة برئيس دولة أخرى للتدخل في هذا الشأن الداخلي البحت ترقى إلى جريمة من العيار الثقيل وربما إلى حد الحنث بالقسم الدستوري والخيانة العظمى ولذلك أطلق عليها الإعلام الأمريكي «أوكرانيا غيت» على غرار فضيحة التنصت على الحزب الديمقراطي المسماة «ووتر غيت» التي أطاحت بالرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون.
التحقيقات بفضيحة «أوكرانيا غيت» جارية على قدم وساق ويبدو أنها أخذت مساراً جدياً بعد أن تبناها رؤساء ثلاث لجان في «الكونغرس»، كما يبدو أن ترامب قد طاش حجره ولم يعد يتمالك نفسه من الهيجان والصراخ وكما يقول المثل الصيني «إذا كنت بريئاً فلماذا الصراخ» ويأتي ذلك كله لعلم ترامب أن قرار إدانته بهذه الفضيحة تحصيل حاصل كون أغلبية أعضاء «الكونغرس» من الديمقراطيين ولم تعد تنفعه كل الحيل والتعمية والمراوغات بعد أن اشتد عليه الخناق نتيجة الأدلة الدامغة، ولم يبق أمامه من منقذ سوى معجزة تأتي من مجلس الشيوخ الذي تحكمه الأغلبية من الحزب الجمهوري وهذا قد يحصل وقد لا يحصل في خضم تيار أمريكي عارم يقول بأعلى صوته إن هذا الرئيس لم يعد يُحتمل.
Views: 3