ومع الأيام الأخيرة للحرب وتراجع المعارك جزئيا كلفت مع بعض الزملاء في الإدارة السياسية بمهام إيصال هدايا رمزية تكريما لبعض وحداتنا المقاتلة على الجبهة ولكم كنت سعيدا عندما كانت المهمة الأولى الذهاب إلى جبل الشيخ وتسليم هدايا لبواسلنا على مرصد ذلك الجبل الذي حررته سواعد رجال الوحدات الخاصة السورية في اليوم الأول للحرب وبعملية إنزال بطولية صعقت العدو وبما يشبه المعجزة العسكرية التي تحولت درسا يدرس في كبرى الأكاديميات الحربية العالمية وفعلا شاهدت وإنا أصافح جنودنا الرابضين هناك أن التحصينات التي أقامها العدو في المرصد تفوق الخيال ولكن إرادة المقاتل السوري كانت أقوى من جبروتهم العسكري كله .
وعشت تجربة أخرى عندما كلفت أيضا بمهمة إيصال هدايا تقديرية من الإدارة السياسية إلى قيادة التجريدة المغربية في قلعة جندل التي وصلت قبل الحرب لمساندة الجيش العربي السوري وهناك ألتقنينا الأشقاء في الجيش المغربي الذين شاركوا في بعض المعارك مع القوات السورية بشكل رمزي لكن هذه الرمزية كانت تنطوي على معاني كبيرة لأنها تعبر عن أن العدو الأول للعرب هو الكيان الصهيوني الغاصب وان الروح العربية المشتركة تتجلى أكثر ما تتجلى في التضامن لقتاله على الأرض وليس في الكلام والخطابات الفارغة ولاحظت الحماس الكبير والمشاعر القومية الفياضة وقد قرأتها بإمعان من خلال أحاديثهم وقسمات وجوههم العربية الأصيلة .
ويمكن القول ونحن نعيش الذكرى السادسة والأربعين لحرب تشرين تبرز الأهمية القصوى لاستلهام معاني ودلالات هذه الحرب في وقت تواجه بلادنا اخطر هجمة إرهابية تكفيرية بقيادة الجهات ذاتها العربية والغربية التي ساندت العدو الصهيوني في جميع حروبه العدوانية على الدول العربية واحتلال أجزاء من أراضيها وأول هذه الدلالات أن روح تشرين في التضحية والفداء متجددة ومتجذرة في أعماق السوريين جيشا وشعبا ولم تغادرهم لحظة واحدة وهي حاضرة بقوة مذهلة اليوم للقضاء على الإرهاب والإرهابيين ومثلما خاض جيش سورية البطل معارك تشرين وحقق انتصارات على اعتي الجيوش يحقق اليوم انتصاراته الأسطورية على أشرس عصابات الإرهاب المتوحشة وهو مصمم على تطهير كل شبر من ارض الوطن
Views: 1