لا نطالب أحداً بالوطنية.. فهذا من شأنه, لكننا نطالبه أن يخجل على الأقل…
إعلامية تونسية, عروبية حتى النخاع, تزور معلولا بعد تحريرها بأيام وتقابل جنود أعظم جيش وطني في العالم, الجنود الذين حرروا المدينة من الإرهابيين, ثم تطلب من أحدهم أن يهديها «بصطاره».. خجل الجندي لأن بصطاره قديم, وبعد أن أصرت رجاها أن تمهله فترة حتى حصوله على بصطار جديد…
حملت الإعلامية «فردة بصطار» الجندي التابع لأشرف الجيوش, ووضعتها في حقيبتها كي تتشرف بهذا الرمز الذي يكمل بصطار الصحفي العراقي الذي ضرب به وجه جورج بوش الابن في بغداد…
واعتادت هذه الإعلامية الشريفة إخراج «البصطار» من حقيبتها في مقابلاتها وأحاديثها للتلفزيون معلنة أن «بصطار» الجندي العربي السوري رمز شرف الأمة اليوم, لأنه يخوض في تراب آخر معاقلها حامياً ومدافعاً.
في المقابل ينزعج «فرسان المعارضة» المأجورة في جنيف أثناء اجتماعات لجنة مناقشة الدستور عند سماعهم أحد أعضاء الوفد المدعوم من الحكومة السورية يترحم على شهداء أشرف الجيوش، أيّ بذاءة هذه؟! أخشى والله أن ينزعج مفهوم «البذاءة» على وصفهم به, وله كل الحق في ذلك!…
لم يمتدح الخطيب بطولات الجيش ولم يتحدث عن معاركهم التي انتصروا فيها معلنين لأول مرة في التاريخ انتصار جيش نظامي في حرب العصابات، الرجل ترحم على الشهداء فقط.. وهذا أزعجهم فكيف لو أنه وجه تحية لأبطالنا على خطوط المواجهة؟…
لطالما كنت أفضل النهج المقارن على غيره من أساليب التحليل، لذا فلنقارن كيف تتصرف الديمقراطيات الكبرى أثناء الحروب لنأخذ على سبيل المثال بريطانيا: قام رئيس وزرائها أثناء الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل بمنع أي نشاط للمعارضة في البرلمان أو خارجه مردداً كلمته الشهيرة لهم: «don’t jaw» يعني «بلا طق حنك- علاك» أثناء الحرب، ثم أرسل المئات من الإنكليز إلى معسكرات الاعتقال من دون محاكمة لمجرد أنهم تظاهروا ضد الحرب، كذلك فعلت فرنسا قبل أن يحتل الألمان باريس.. كان من الممنوع قطعياً أي نشاط للمعارضة تحت تهديد الإرسال إلى معسكرات الاعتقال من دون محاكمة…
Views: 5