غداً يكون رئيس النظام التركي أردوغان في لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض بعد حالة أو حالات من الجفاء الملتبس وبعد إهانات شخصية هدّد بها ترامب بتدمير الاقتصاد التركي من دون أن ينبس «الإمبراطور العثماني» ببنت شفة وذهبت عربداته وعنترياته أدراج الرياح خوفاً من أن توجد له واشنطن الكثير من المشكلات فيما يتعلّق بثروته الشخصية وفيما يخص مستقبله السياسي كله، مستذكراً ساعات الانقلاب الفاشل المريرة الذي رتبته له المخابرات الأمريكية لإفهامه بإمكانية الإطاحة به في أي لحظة.
يذهب أردوغان صاغراً إلى البيت الأبيض واضعاً نفسه مرّة أخرى تحت تصرف ترامب وخدمة لما يرسمه للمنطقة ولاسيما ضد سورية في المرحلة المقبلة، ممهداً للزيارة بتصريح ينسجم مع مخطط الإدارة الأمريكية في التقسيم والتفتيت من أن قواته «لن تخرج من سورية حتى تخرج كل القوات الأخرى» أي أنه مستمر في عدوانه واحتلاله وأن حديثه المُتكرّر عن «التزامه» بوحدة سورية أرضاً وشعباً أمام الدولتين الضامنتين لمسار أستانا إيران وروسيا مجرد كلام فارغ للتحايل والخداع بدليل ما فعله من عفرين والباب وأعزاز وجرابلس ومناطق أخرى والآن في الجزيرة السورية.
ما من أحد إلا ويعرف أن البلاء الأكبر الذي حل بسورية معظمه إن لم يكن جله جلبه أردوغان حتى أن زعيم المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو تحدث عشرات المرات عن مسؤولية أردوغان المباشرة في وضع سورية الراهن من خلال تقديم مختلف أنواع الدعم للتنظيمات الإرهابية ومعالجة عناصرها في المستشفيات التركية، وفتح الحدود على مصراعيها أمام عشرات الآلاف من الإرهابيين الأجانب الذين دخلوا سورية للقتال في صفوف «داعش» و«النصرة» وسفك دماء السوريين.
قد يكون مابين ترامب وأردوغان توترات وخلافات ولكنهما متفقان ضد سورية في العمق ولولا الضوء الأخضر الأمريكي لما كان هناك جندي تركي على الأراضي السورية وهو يذهب إلى البيت الأبيض ليأخذ جرعة تشجيع أمريكية للتمادي في عدوانه على الأراضي السورية وعرقلة تحرير إدلب من الإرهاب وبالتالي إطالة أمد الحل النهائي للأزمة في سورية.
Views: 11