لم تهدأ مدينة حلب طيلة مساء يوم الخميس، بعد الاعتداءات التي طالت أحياءها من قبل إرهابيي “جبهة النصرة”، لتشهد مناطق تواجد المسلحين في الراشدين والمالية استهدافات مكثفة عبر سلاحي المدفعية والصواريخ، تزامنت مع تحليق الطيران فوق سماء المنطقة.
ورصدت من حي جمعية الزهراء ألسنة النار المشتعلة في مناطق الراشدين والمالية لمنصات إطلاق القذائف الصاروخية التابعة لإرهابيي “جبهة النصرة”، في حين لم يعرف عدد القتلى منهم بالضبط.
وفي السياق ذاته، تناقلت بعض مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً حول اندلاع اشتباكات في جبهة جمعية الزهراء، وحدوث تغير في خارطة السيطرة هناك، الأمر الذي نفاه مراسل تلفزيون الخبر مؤكداً أن “الأصوات التي سمعت في حلب كانت للاستهدافات المكثفة التي حصلت من الجيش العربي السوري لمواقع المسلحين، ولم يحدث أي تغير في خارطة السيطرة”.
وكان إرهابيو “جبهة النصرة” المتواجدون في المالية والراشدين ارتكبوا مجزرة بحق أهالي المدينة، عبر استهدافهم لأحيائها بالقذائف الصاروخية التي بدأت بالسقوط منذ حوالي الساعة الخامسة من يوم الخميس، واستمرت لحوالي ثلاث ساعات متواصلة.
وتعمد إرهابيو “النصرة” استهداف سوق صلاح الدين الشعبي المزدحم بالسكان عبر القذائف الصاروخية، الأمر الذي جعل أكثر الضحايا الذين سقطوا من هناك، حيث استشهد 6 أشخاص وأصيب 30 آخرين بجروح، عدد كبير منهم أطفال.
ومن بين الشهداء الستة، أربعة مدنيين، من بينهم طفل، توفوا داخل سيارة “تكسي” بعد أن سقطت عليها قذيفة صاروخية، (بحي صلاح الدين أيضاً)، ما أدى لاحتراقها بالكامل.
وطالت اعتداءات ارهابيي “جبهة النصرة” أيضاً كل من أحياء الجميلية والاسماعيلية والزبدية والمشهد والأعظمية، الأمر الذي أدى لوقوع أضرار مادية كبيرة أيضاً.
وبالإضافة للضحايا المدنيين، فإن العديد من المنازل والسيارات بمناطق مختلفة تعرضت للاحتراق نتيجة القذائف التي سقطت، علماً أن حالة استنفار كاملة حصلت لمنظومتي الإسعاف والإطفاء في المدينة طيلة الليل.
يذكر أن توزع ارهابيي “جبهة النصرة” في حلب هو بأقصى الشمال الغربي (حي المالية ومحيط معامل البليرمون وكفر حمرة)، وفي الجهة الغربية (حي الراشدين) وفي الريف الجنوبي الغربي الملاصق لريف إدلب (الأتارب والزربة وخان العسل وغيرها).
Views: 14