قال (جورج بنيامين كليمنصو ) رئيس الحكومة الفرنسية لـ«مرتين» خلال وبعد الحرب العالمية الأولى: إن ( كل قطرة نفط تعادل قطرة دم), فهل سنشهد زيادة التوتر وتوازن الرعب بعد قرار الرئيس الأمريكي ( دونالد ترامب) بسرقة النفط السوري,
وهل هناك خرق للقانون الدولي أكثر من هذا !, وخاصة من قبل دولة تدعي أنها رائدة الديمقراطية وتسعى نحو نظام عالمي أفضل؟!, وهذا يعد اقتصادياً خرقاً واضحاً لميثاق منظمة التجارة العالمية (World Trade Organization) أو اختصارا (WTO) تجسيداً لتطور اتفاقية التجارة العالمية Gatt التي أكدت في الفقرة السابعة من المادة /20/ أنه يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على الموارد الطبيعية القابلة للنضوب, وتصرف ترامب أثار غضب دول العالم وحتى بعض الباحثين الأمريكيين مثل مستشار الأمن القومي السابق (ماكماستر) الذي قال إن هذا التصرف يوجه رسالة إلى العالم بأن أمريكا تريد سرقة النفط وأن الأمريكيين هم مجرمين ولصوص وقراصنة, وأيضاً أستاذ العلوم السياسية (جيف كولغان) الذي قال إن (أمريكا عندما تتوجه للاحتفاظ بالنفط السوري في يد شركة أكسون موبايل هي فكرة لاأخلاقية وغير قانونية), وأتت هذه التصريحات بعد تصريح دونالد ترامب بتاريخ 27/10/2019: أريد عقد صفقة مع شركة أكسون موبايل أو إحدى الشركات للذهاب إلى سورية للاستثمار في النفط السوري وتوزيع الثروة السورية وإنه ليس على أمريكا الدفاع عن الحدود بين تركيا وسورية وقال سنساعد الأكراد وأشخاصاً آخرين كما سنساعد أنفسنا إذا كان ذلك مسموحاً, فهل أمريكا تطبق منطق القوة أم قوة المنطق؟!, ولاسيما أن هذه العملية هي أكثر من سرقة بل هي صفقة بين (قطاع الطرق والعصابات المافاوية) وأطراف أخرى تنفذ وبرعاية أمريكية!, لأن السرقة وحسب القاموس هي: (أخذ شيء ما من شخص ما خلسة ومن دون إذن صاحبه) وهذا يؤكد أن كل الادعاءات الأمريكية الإنسانية هي ادعاءات كاذبة وباطلة وان أمريكا تتعامل مع الموارد السورية كما تعامل تنظيم «داعش» والاحتلال التركي أي بعقلية العصابة وليس بعقلية الدولة!, وهنا تجدر الاشارة إلى تأكيد وزير الدفاع الأمريكي (مارك سبنسر) حيث قال إن واشنطن ستعمد إلى تقليص وجودها في سورية والحيلولة دون وصول «داعش» إلى موارد النفط! ولكن الوقائع تؤكد أنه من الصعوبة عودة (تنظيم داعش الإرهابي) إلى وضعه السابق بعد الضربات الكبيرة التي وجهت له من قبل رجال الحق على الأرض رجال الجيش العربي السوري والقوى الرديفة له, وأن العالم يعترف لسورية باستثمار مواردها لمكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار والبناء وفي مقدمة الموارد, مورد النفط الذي تراجع إنتاجه حوالي /15/ ضعفاً وتحديداً من حوالي /385/ ألف قبل الحرب إلى /24/ ألفاً برميل حالياً, وأن هذه السرقة ستعطي أمريكا وعملاءها بحدود /8/ مليارات دولار سنوياً, ولكن هذا لن يمر وسيقاومه الشعب السوري وخاصة بعد أن أكد السيد الرئيس بشار الأسد أننا سنقاوم هذه السرقة وبكل الطرق المتاحة وسترفع سورية شكوى للأمم المتحدة بشأن ذلك, وأن قرار ترامب هو خرق واضح للقانون الدولي وهو تنفيذ لرغبات المحافظين الأمريكيين والتوجيهات الصهيونية, وقد أكدت المعلومات الاقتصادية أن شركة إسرائيلية تعاقدت مع قوات (قسد) لتنفيذ هذه السرقة كما صرح رجل الأعمال الإسرائيلي (مردخاي خانا) قائلا إنه حصل اتفاق بين(قسد) وشركته Global Development Corporation لتنفيذ ذلك, فهل تنشأ الحرب النفطية وحرب الموارد بدل الحرب على الإرهاب وتتحقق مقولة كليمنصو (كل قطرة نفط تعادل قطرة دم) ؟!.
تشرين
Views: 11