ثمانون عاماً مرّت على جريمة سلخ لواء إسكندرون والوجدان الوطني السوري يعتصره الألم على هذا الجزء الغالي من الوطن ولم تغير الأحداث الجسام التي عصفت بسورية وبالأخص الحدث الأخطر المتمثل بالحرب الإرهابية الوحشية المستمرة منذ أكثر من ثماني سنوات من قناعة السوريين ولا من يقينهم بحتمية عودة اللواء السليب إلى وطنه الأم سورية، فالحقوق الوطنية الثابتة لا تموت ولا تسقط بالتقادم مهما طال الزمن أو مر عليها من سنوات وعقود.
تأتي الذكرى الثمانون للاحتلال التركي البغيض للواء في وقت تواجه فيه سورية أطماع المحتل نفسه في الشمال السوري، حيث يتكرر العدوان التركي عبر نظام أردوغان الإخواني الذي لعب أقذر الأدوار في دعم العصابات الإرهابية منذ البداية وفتح حدوده على مصراعيها لإدخال ما يزيد على مئة وسبعين ألف إرهابي من الوحوش البشرية الأشد إجراماً من مختلف أصقاع الأرض لشن العدوان الإرهابي على الشعب السوري وتدمير دولته ومؤسساتها.
ما من شك أن هذه الذكرى الأليمة تعيد إلى أذهان السوريين التاريخ الأسود لجار السوء النظام التركي الذي سلخ اللواء بشكل تعسفي كنوع من الرشوة بموجب اتفاق ثلاثي مع الاحتلالين الفرنسي والبريطاني مع بداية الحرب العالمية الثانية عام 1939 وعمل فوراً على تتريك اللواء وقراه الممتدة على مساحة تتجاوز الـ4500 كيلو متر مربع ويسكنها أكثر من مليون نسمة من العرب السوريين بدءاً بسياسة تغيير أسماء القرى رغم طابعها السكاني الذي يثبت هويتها العربية السورية وليس انتهاء بتهجير السوريين والعبث بهذه الهوية وإلغاء التعليم باللغة العربية وإلغاء المعاملات الحكومية بها بما يخالف النظام الذي وضعته عصبة الأمم كمنظمة دولية كانت قائمة آنذاك.
لم تستطع الممارسات العدوانية ولن تستطيع سياسات التغيير الديمغرافي كلها التي فرضتها أنظمة الاحتلال التركي المتعاقبة من مسح اللواء السليب من ذاكرة السوريين، مثلما عجز العدو الصهيوني عن تغييب الجولان السوري المحتل عن الأذهان لحظة واحدة ولن يهدأ بال للسوريين إلا باستعادة كل ذرة تراب من أرض وطنهم والتاريخ يثبت أن الاحتلال زائل مهما كانت سطوته وجبروته.
Views: 4