مطلع نوفمبر تشرين الثاني من خريف العام 2017 كان بإمكان العسكريين السوريين والإيرانيين مشاهدة القاذفة الاستراتيجية الأمريكية B52 تطير على علو منخفض فوق ساحات الاشتباك على الضفاف الغربية لنهر الفرات، حينها كانت القوات السورية مدعومة بقوات من حزب الله وعشرات الخبراء والضباط الإيرانيين يتقدمهم الجنرال قاسم سليماني تخوض معارك طاحنة على تخوم مدينة البوكمال الاستراتيجية.
في الأثناء، وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون أبلغت القيادة العسكرية الروسية أن أي عبور للقوات السورية إلى الضفة الشرقية للفرات سيقابلها هجوم جوي أمريكي عنيف.. كان هدف دمشق وحلفائها آنذاك الوصول للبوكمال وتحريرها، وبصعوبة بالغة تحقق هذا الهدف دون مواجهة نارية مع واشنطن.
وصل الجيش السوري إلى مياه الفرات، لكنه لم يكسب كامل المعركة، ثمة أجزاء بقيت مفقودة من عَقد السيطرة، بعضها بيد تنظيم داعش وأخرى بيد الفصائل الكردية وجميعها تحت العين الأمريكية، ولأن الجغرافيا العسكرية كانت على هذا النحو، لم تستطع دمشق تحقيق الوصل الاقتصادي مع بغداد برياً.
صدر قانون سيزر، أخطر وأقسى القوانين العقابية الأمريكية ضد دمشق حتى الآن، يكاد هذا القانون يمنع عن السوريين حتى شحنة الهواء والأكسجين لو استطاعت الإدارة الأمريكية إلى ذلك سبيلاً، قبل هذا القانون كانت الفرقاطات الأمريكية تمشّط البحار المؤدية إلى الشام فتقبض على عدد من ناقلات النفط والغاز القادمة إلى شواطئ سورية.
يتداول الإيرانيون والسوريون حالياً "تحدي" إرسال الغاز إلى سورية عبر البر مروراً بالعراق والبادية السورية وصولاً إلى دمشق، المهمة مكلفة حالياً ومحفوفة بالمخاطر، لكنها قد تكون ممكنة إذا توحد الجهد السوري الروسي الإيراني العراقي.. كل شيء ممكن، ووجود نائب الرئيس الإيراني جيهانغيري في دمشق ربما لهذا السبب ولأسباب أخرى كثيرة.
Views: 3