كثف الجيش العربي السوري استهدافه للطريق الدولي الذي يصل بين حلب وحماة، في إطار عمليته العسكرية التي سيطر فيها على معظم الريف الشرقي لمعرة النعمان، تمهيداً للسيطرة على المدينة وعلى الجزء من الطريق المار منها، وذلك تنفيذا لاتفاق «سوتشي» الروسي التركي الخاص بإدلب وتأخر تطبيقه عاماً كاملاً.
وبيّن مصدر ميداني في ريف حلب الجنوبي لـ«الوطن»، أن سلاح الجو المشترك السوري الروسي، أغار أمس على معاقل وأوكار إرهابيي «جبهة النصرة»، والتنظيمات الإرهابية المرتبطة به، ولاسيما «أجناد القوقاز» و«أنصار التوحيد»، على طول الطريق الدولي بين حلب وسراقب كما في منطقتي الإيكاردا وريف المهندسين الأول وبلدات الزربة وتل حديا وأم عتبة وزمار والشيخ أحمد، التي دمر فيها مركز قيادة وتحكم ومستودع للذخيرة، وقتل وجرح عشرات الإرهابيين.
وأشار المصدر إلى أن مدفعية الجيش السوري المتمركزة في ريف حلب الجنوبي، دكت تجمعات وتحركات الإرهابيين في قريتي جزرايا والعثمانية، وتمكنت من تدمير دبابة وعربة مصفحة وثلاث ناقلات جند، بمن فيها من الإرهابيين، كانت متوجهة إلى معرة النعمان عبر الطرق الترابية التي رصدتها طائرات الجيش السوري المسيرة، لمنع وصول تعزيزات الإرهابيين إلى ريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي حيث ينفذ الجيش السوري عملية عسكرية أحكم من خلالها السيطرة على أكثر من ٤٠ قرية وتلة ومساحات واسعة من الأراضي.
وأكد المصدر وصول تعزيزات عسكرية جديدة خلال اليومين الماضيين إلى ريف حلب الجنوبي، وخطوط تماس الجبهات الغربية لمدينة حلب الشهباء، في مناطق الراشدين والبحوث العلمية وجمعية الزهراء، حيث توقع خبراء عسكريون لـ«الوطن»، فتح جبهات جديدة للجيش السوري تنطلق من ريفي حلب الغربي والجنوبي الغربي، لدعم وتعزيز عملياته العسكرية التي انطلقت من ريفي إدلب الشرقي الجنوبي الشرقي من محورين قبل أن تشمل محور أبو الظهور، وذلك بهدف الوصول إلى مدينة سراقب بالتوازي مع مدينة معرة النعمان وعدد من النقاط على الطريق السريع بين حلب وسراقب.
من جهة أخرى، أوضح مصدر ميداني في ريف إدلب الجنوبي لـ«الوطن»، أن الجيش السوري واصل استهدافه صباح وظهر أمس، قبل اشتداد تأثير المنخفض الجوي مساء، لمواقع إرهابيي الفرع السوري لتنظيم القاعدة في ريفي المعرة وسراقب الشرقيين، كما في تل منس ومحيط معرة النعمان والغدفة ومعر شورين والدير الغربي، وحقق إصابات مؤكدة قتلت وجرحت عدداً من الإرهابيين.
في الغضون، قالت مصادر معارضة مقربة من ميليشيا «الجبهة الوطنية للتحرير»، الممولة من تركيا والتي اندمجت مع ما يسمى «الجيش الوطني»، لـ«الوطن»: إن إرهابيين تابعين لها وبأوامر من النظام التركي، وصلوا إلى معرة النعمان وخطوط تماسها مع الجيش السوري للقتال إلى جانب «النصرة»، لمنع سقوط المعرة بيد الجيش السوري.
ولفتت إلى أن تركيا زودت هؤلاء بأعداد كبيرة من صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدروع، على أمل دعم الوسائط النارية للإرهابيين، وتحقيق توازن ميداني يحول دون سقوط المزيد من معاقلهم، بعد توصل «الوطنية للتحرير» و«النصرة» إلى اتفاق بوساطة تركيا، لتوزيع المهام والإرهابيين على طول جبهات القتال.
سياسياً، جدد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف، التأكيد على ضرورة القضاء على الإرهاب في سورية بشكل نهائي، مشيرين خلال مؤتمر صحفي جمعهما في موسكو أمس، إلى أن بعض الدول تواصل حماية التنظيمات الإرهابية في سورية في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي.
Views: 1