ما من حدث شغل العالم مثل جريمة اغتيال الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما لحظة وقوعها ما يعني أن لهؤلاء الشهداء وفي مقدمتهم الشهيد سليماني من دور مؤثر في أحداث المنطقة والإقليم برمته وما اكتسبوه من مكانة كبيرة بفضل مقاومتهم الأسطورية للإرهاب الأمريكي ووجهه الآخر الإرهاب الداعشي وما يعني أيضا القول ولو تكرارا أن ما بعد هذه الجريمة النكراء لن يكون كما قبلها .
من هنا جاء قول جون بايدن نائب الرئيس الأمريكي سابقا ومرشح الحزب الديمقراطي للولاية الرئاسية المقبلة أن ترامب وضع أصبع ديناميت في برميل البارود والمفارقة أن ترامب الذي ارتكب الجريمة راح يسترضي القيادة الإيرانية وانه لا يريد تغيير النظام ولا يريد حربا مع إيران وأرسل الرسائل على الفور وقبل آن تجف دماء الشهداء عبر وسطاء من سويسرا وعمان وقطر وغيرهم ووصفت الخارجية الإيرانية الرسالة الأمريكية التي أوصلنها السفارة السويسرية في طهران بأنها رسالة صبيانية بمعنى أن التذاكي الأمريكي الخبيث مكشوف ولن يحول دون الرد الحاسم المنتظر بحجم الجريمة الكبرى .
وأما عن تداعيات ما بعد الجريمة فهناك أولا القرار المتخذ من أعلى المستويات في طهران بالرد المناسب وبتوقيت يستنزف أعصاب الأمريكيين والإسرائيليين الذين أقدموا على هذه الحماقة الخطيرة والقادة الإيرانيون اثبتوا خلال الأربعين عاما الماضية من المواجهات الشرسة مع الولايات المتحدة الأمريكية براعتهم الفائقة في خوض غمار مثل هذه المواجهات والفوز بها وهناك ثانيا احتمالات أن تكون المواجهة شاملة مع عجز واشنطن عن إنهائها وان خسائرها ستكون فادحة وغير متوقعة اقلها طرد الأمريكان من الأراضي العراقية وهناك ثالثا تحرر إيران من التزامات الاتفاق النووي وفتح المجال أمامها لاستخدام الطاقة النووية بما في ذلك تصنيع الأسلحة وزيادة قدراتها العسكرية.
وعلى عكس ما أراده ترامب فعملية الاغتيال الغادرة أدت إلى رص الصفوف في الداخل الإيراني وبدأت بوادر طي صفحة الخلافات في الساحة العراقية تتواتر وقوى المقاومة ازدادت تكاتفا وعزيمة لتحقيق الأهداف التي ضحى من اجلها الأبطال الميامين .
tu.saqr@gmail.com
Views: 2