قال حاكم المصرف المركزي السوري حازم قرفول، إن الوضع في بلاده “أفضل بكثير مما يتوقع البعض”، وأعرب عن تفاؤله بنتائج إيجابية ستظهر على المدى المنظور.
وأوضح قرفول في حوار بثته قناة “السورية” مساء أمس الثلاثاء أنه ورغم الظروف الاقتصادية وتداعياتها فإن “ظرف سوريا وإمكاناتها ووضعها أفضل بكثير مما يتوقع البعض”، قائلا إن ثمة دولا أخرى مرت بظروف مشابهة “انهارت عملتها وطبعت عملة من فئة المليون وفئة المليار”، مشيرا إلى أنه لا ينكر الواقع أو يحاول تجميله داعيا إلى تفهم الواقع وليس القبول به.
ودائع بالدولار
وأكد قرفول أنه و”من حيث المبدأ يمكن لأي مواطن أن يضع في الصرف أي مبلغ بالدولار وديعة ودون مساءلة”، وقال إن القانون يضمن السرية المصرفية، وإن أحدا لن يعرف بتلك الحسابات، وأشار بشكل خاص إلى وزارة المالية، إذ أن البعض قد يتخوفون من أنها ستسأل من أجل تحصيل الضرائب، وبشأن ذلك قال قرفول: “نؤكد أنه حتى وزارة المالية لن تعرف وهذا موضوع منفصل عن الضرائب”.
وحول بعض الشكاوى من القيود على السحوبات قال حاكم المركزي، إنه ومنذ شهرين هناك قيود على السحب، ووصفها بأنها “تدابير مؤقتة بسبب الظروف الراهنة وحرصا على أموال السوريين كي لا يتم تهريبها خارج البلاد”.
وحول إجراءات المركزي للجم التضخم، قال قرفول إنه وبعد إصدار المرسومين الأخيرين رقم 3، و4، “بادر المصرف وبالتنسيق مع وزارة الداخلية لتطبيقهما مباشرة بهدف وضع حد لانفلات سلوك البعض بالتعاطي مع العملة الوطنية”.
وأشار إلى أنه “كانت هناك إجراءات أسفرت على وضع اليد على بعض المسيئين لبلدهم ولعملتهم”، وأن نتائج ذلك التحرك ستكون ملموسة مع الوقت، وأضاف أن المصرف أصدر قرارا بشراء الدولار من المواطنين بسعر تفضيلي يعادل 700 ليرة “حتى لا يتعرض المواطن للابتزاز أو المساءلة القانونية”.
وقال إن لدى المصرف سعر رسمي وأن ثمة أسعارا أخرى “نجدها على التطبيقات، وهي غير شرعية وغير آمنة، لذلك وتطبيقا للمرسوم وحرصا على المواطن قدمنا بادرة السعر التفضيلي، ونقول للمواطن تعال صرّف في فروع المركزي ب 700 ليرة حتى لا يتعرض للابتزاز”.
وحول نتائج السياسات النقدية أشار قرفول إلى أن المصرف استطاع أن يجمع 130 مليار ليرة من المصارف عبر شهادات الإيداع التي طرحها، وأن ذلك ساعد المصارف على استقطاب ودائع بـ 181 مليار ليرة، أي أن المصارف تمكنت من تغطية شهادات الإيداع بنسبة 141%، حسب قرفول الذي أكد أن هذا “ساعد على استقطاب مزيد من الودائع التي كان المفروض أن تكون خارج القنوات المصرفية وبالتالي تشكل ضغطا على القطع الأجنبي”.
مبادرات الدعم
وحول المبادرات التي تظهر سواء مبادرة التجار بعنوان “عملتي قوتي”، التي وصفها المذيع بأنها “مخجلة” أو المبادرة الأخيرة لبيع سلع وخدمات بليرة واحدة، قال قرفول إنه ليس ضد المبادرات من حيث المبدأ، وقال إن ثمة مبادرات جيدة، وإن المصرف يدعم كل مبادرة تصب في دعم الليرة والتأكيد على دورها في الاقتصاد.
وأضاف: “أمر رائع هذا الإحساس ببعضنا عندما نقدم السلع بتكلفتها أو بقيمة مخفضة، لكن بالمقابل هناك وجه مظلم فثمة من يتاجر بالليرة السورية أو من يستغل المبادرات لمصلحته الشخصية”.
الفينيق السوري
وختم قرفول حديثه بالدعوة إلى العمل والتفاؤل، وشبه السوريين واقتصادهم بطائر الفينيق (حسب الأسطورة السورية: هو الذي ينهض من الرماد ويُبعث في كل مرة) وقال “إن العملة السورية مثل العلم والنشيد وسنبقى ندافع عنها” داعيا إلى عدم الاستسلام “لموجة الخوف والإحباط التي يحاول البعض أن يدخل السوريين عبرها بنفق مظلم”
وأضاف أن “الدولة تثبت أنها دولة مؤسسات وتستطيع أن تضع حدا لأي تراجع سواء من الداخل أو الخارج، ونحن اليوم في سباق مع الزمن، وبحاجة لتحقيق نتيجة ونعمل على ذلك، ومتفائلين أننا سنلمس نتائج إيجابية في المدى المنظور”
هل نحن بخير؟
سأل المذيع حاكم المركزي فأجاب الأخير: “أكيد نحنا بخير، والبعض قد يستغرب ذلك” ويضيف “قد يكون لدينا بعض الأمور التي يجب أن نحسّن فيها، لكن نحن نقوم بواجبنا على أكمل وجه، وحماية الاقتصاد والليرة لا يمكن أن تقوم به جهة واحدة، ولا ندعي في المصرف أننا قادرين على ضبط الوضع الاقتصادي بمفردنا”.
Views: 6