جرائم بالعشرات بُثّت عبر “فيسبوك لايف”، آخرها وقعت أمس في تايلاند. مباشرةً عبر حسابه أطلق الجندي الجاني النار من دون أن يوقفه أحد.
عُرضت عشرات الأعمال العنفية تجاه النفس أو الغير عبر “فيسبوك”
هذا ما لم تتحسب له -ربما- شركة “فيسبوك” حين أطلقت خدمة البثّ المباشر في آب/أغسطس 2015: أنّ تبثّ عبرها المذابح أمام عموم المستخدمين أو تصير الاغتيالات والانتحارات مادة مصوّرة معدّة للرواج والمشاركة (Share).
اليوم، تدفع المجزرة التي نفذّها جاكرابانث ثوما البالغ من العمر 32 عاماً في أحد المتاجر التايلاندية لتودي بحياة 26 شخصاً، للتساؤل حول علاقة مرتكبي الجرائم بوسائل التواصل ولماذا صارت هذه الأخيرة أداةً لنشر عنفهم الدموي؟
لكن قبل ذلك، ماذا عن الجرائم التي تقع صدفةً أثناء البثّ المباشر؟
مثلاً، الثلاثاء الماضي، قُتل مراهق أميركي في بروكلين بينما كان يغنّي “الراب” عبر “الفيسبوك لايف”. ثلاثون ثانية بعد بدء البث، الفتى يتلفت يميناً وشمالاً، 5 رصاصات.. وانطفأت الشاشة. مات إرميا ديكي مباشرةً (أي فوراً ومن دون تأخر في البث).
جرائم عدّة حدثت قبل مجزرة مقاطعة ناخون راتشاسيم التايلاندية، والتي بثّ “بطلها” وقائعها مباشرةً عبر “فيسبوك”.
من يذكر النجم الأميركي فريدريك جاي الذي أنهى حياته بطريقة مفجعة، إثر إعلانه لكل متابعيه عبر خدمة البث المباشر على “فيسبوك” أنه قرر الانتحار، وإطلاقه الرصاص على رأسه ليفارق الحياة على الفور؟
“رصاص! رصاص! رصاص!” نادت امرأة مجهولة في 14 شباط/فبراير بجمهورية الدومينيكان، قبل توقّف بث “فيسبوك” الذي كان ينقُل نشرة الأخبار التي قدمها الصحافي الإذاعي لويس مانويل وأنتجها ليو مارتينيز في راديو 103.5 HICC، قبل أن يلقيا حتفهما على يد مسلّح اقتحم الاستديو.
انتحارات وجرائم قتل بالعشرات بثّت عبر “فيسبوك”، لكن يبقى أهمها تلك المذبحة التي نفذّها برينتون تارانت في 15 نيسان/مارس 2019، مستهدفاً مسجدين بـ “كرايست تشيرش” النيوزيلندية، وأدّت إلى مقتل 51 شخصاً أثناء تأديتهم الصلاة.
بثّ تارانت عمليته الانتقامية من المهاجرين المسلمين لمدة 17 دقيقة عبر حسابه، قبل أن تقوم “فيسبوك” بحذف المقطع، ولتعلن إثر ذلك عن تشديد قواعد البث المباشر.
وقال نائب رئيس “فيسبوك” لشؤون السلامة جوي روزن في ذلك الحين، إن “هدف الشركة هو الحد من مخاطر الإساءة عبر البث الحي وتمكين الأشخاص من استخدام تلك الخدمة بطريقة إيجابية”.
إلا أن جريمة تايلاند الأخيرة تعيدنا إلى المربّع الأول، فما دام الجندي الجاني استطاع حقاً أن يبثّ مقطعاً لإطلاقه النار بشكّل عشوائي عبر الموقع، وذلك بعد نشره في وقت سابق صورة لمسدس مصحوباً بتعليق قائل “لقد حان الوقت المرح”، فكيف نضمن عدم تكرّر مثل هذه الحواث عبر الـ”فيسبوك”؟
يبدو أن الشركة لن تتمكن من ضبط نشر هذه الانتهاكات الدموية عبر منصاتها إلا بعد مرور وقت كاف يتمكن خلاله المستخدمون تنزيل هذه المواد عن الموقع واستخدامها من جديد.
ولهذا فإن إعلان الشركة أمس السبت، بأنها حذفت الحساب المتعلق بالمشتبه به في حادث إطلاق النار العشوائي شمال شرق تايلاند، يُظهر أن الشركة عاجزة حتى اللحظة عن الاستجابة سريعاً بحذف جرائم البثّ المباشر.
Views: 2