كرر ترامب تسمية فيروس كورونا المستجد أو كوفيد 19 بالفيروس الصيني ورغم احتجاج الصين رسميا على التسمية إلا أن ترامب واصل إطلاق هذه التسمية العنصرية القذرة بوقاحة منقطعة النظير ولاسيما في الموجز الصباحي التلفزيوني الذي اتخذه منصة للإعلان يوميا عن أخبار الوباء في العالم والإجراءات المتخذة من قبل السلطات الأمريكية وفيه يستعرض تفوق بلاده بروح استعلائية غريبة في وقت يزهق الفيروس أرواح مئات الأشخاص يوميا في مختلف البلدان دون أن يمد يد العون إلى دول مثل ايطاليا التي تعتبر من حلفائه المقربين ودون أن يتحرك ضميره الإنساني الميت لرفع الحصار والعقوبات الجائرة عن سورية وإيران وفنزويلا التي يستمر في فرضها وسط تفاقم الوباء الخبيث .
ويوحي إصرار ترامب على تسمية الوباء بفيروس كورونا بالفيروس الصيني إلى أولا : تكريس اتهام الصين أنها وراء هذا الوباء الخطير على البشرية جمعاء وتحميلها مسؤولية شلل دورة الحياة في أربع جهات الأرض وثانيا : إبعاد الأنظار عن أن واشنطن هي المتهم الأول في جريمة تفشي الفيروس كونها الوحيدة التي تملك ما يفوق 400 مختبر للأبحاث البيولوجية في قواعدها العسكرية حول العالم بما فيها الصين وإيران ومعظم المناطق المحيطة بروسيا وثالثا : إخفاء سوابق بلاده الجنائية في هذا المجال من استخدام السلاح الذري في اليابان إلى استخدام السلاح الكيميائي ” العنصر البرتقالي ” في فيتنام إلى استخدام اليورانيوم المخصب في العراق والقائمة تطول ولم تتوقف حتى الآن والضحايا بمئات الآلاف .
وفيما يمارس ترامب ساديته وأبشع أنواع العنصرية بتسييس جائحة كورونا تتوارد الأنباء عن تغلب القيادة والشعب الصيني على فيروس كورونا ومضاعفاته على الصينيين وعلى اقتصاد الصين، وتمكنها بفضل قدراتها التكنولوجية وثقافة نظام انضباط الصينيين في مواجهة بلاء كورونا من استنهاض قدراتها وتشجيع دول العالم على الاستعانة بتجربتها وبمعداتها الطبية والدوائية وقد باشرت على الفور بعد تعافيها إلى إرسال المساعدات الصحية إلى دول العالم دون تمييز وبدأت بايطاليا بعد أن تحولت إلى اخطر البؤر فهل تستوي المقارنة بين أخلاقية الصين وعنصرية ترامب ؟؟.
Views: 1