تُعد العلاقة الزّوجية حياة أخرى فريدة من نوعها، بحيث يدخُلها كل من الرّجل والمرأة لتأسيس حياة جديدة قائمة على المسؤوليات والخصوصيات، ولا تنجح هذه الحياة إلا بوجود التّفاهم والتّناغم بين كلا الزّوجين، لذلك عند انعدام أواصر الودِّ والمحبة تنعدم العلاقة الزوجية بأكملها، فأي حياة زوجية دون تفاهم يُكتب لها الانفصال، وهُناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الطّلاق، ومن أهمِّ هذه الأسباب الخلافات المُستمرة بين الزّوجين، فقد يكونا الزّوجين على شجار دائم، لذلك خصصت هذا المقال من أجل معرفة ما هو الطلاق المبكر، وأسباب الطلاق المبكر. ما هو الطلاق المبكر باتت مُشكلة الطّلاق شائعة بكثرة في الآونة الأخيرة، وهذه المُشكلة تعد من أخطر المشاكل التي تتفاقم بالمجتمع وتزداد يومًا بعد يوم، ويُعرف الطلاق المُبكر على أنه: “ظاهرة تدفع الأزواج ممَّن لم يتجاوزوا الثلاثين من العُمْر إلى الانفصال عن بعضهم، لتتولَّد عن ذلك مشاكل اجتماعية خطيرة تصيب الآباء والأبناء على السواء، ومن يقع في محيطهم القريب أو البعيد، وهُناك العديد من الأسباب التي أدّت إلى هذا الطلاق بصورة كبيرة، ولعل أهم هذه الأسباب التّسرع بالزّواج في سن يكون في كلا الطرفين غير مؤهلين للزواج، وغير قادرين على تحمُّل المسؤوليات والأعباء الناتجة عن الحياة الزّوجية، فالزّواج هو أحد الأمور التي يجب على كُل فرد فهمها ومعرفة كُل ما يُحيط بها قبل الإقدام عليها، فلا يجوز الاندفاع وراء العواطف مع جهل جميع المسؤوليات التي تترتب على الزّواج؛ لأنه حياة مشتركة بين طرفين، إن لم تنجح هذه الحياة بالطّبع يُكتب لها الانتهاء بالطّلاق. أسباب الطلاق المبكر في الآونة الأخيرة زادت نسبة مُعدلات الطّلاق بشكلٍ كبير خاصّة بين فئة الشّباب، هذا الأمر جعل من الواجب معرفة هذه الأسباب من أجل مُعالجتها قبل تفاقمها بشكلٍ كبير؛ لأن هذا الطلاق لا يؤثر على الزوجين فقط، بل تمتدّ آثاره السلبية أيضًا إلى كُل من الأبناء والأهل والأقارب، ومن أسباب الطلاق المُبكر: الزواج المبكر: قد يرى العديد من الأشخاص أنَّ الزّواج المُبكر له العديد من الفوائد، لكن بمقابل ذلك يُعد الزّواج المُبكر هو أحد أهم أسباب الطلاق المبكر؛ لأن كلا الزوجين يكونان يفتقران للحكمة، وعدم قدرتهم على تحمّل مسؤوليات الزواج بسبب عدم نضجهم الكافي. الفهم الخاطئ للرجولة: يعتقد العديد من الرجال أنَّ الرجولة هي صوت مُرتفع، والسيطرة على المرأة بكافة تفاصيلها، لكن هذا الأمر خاطئ بالفعل، فالرّجولة هي الحكمة حسن التّصرف، الاحتواء لزوجته وصونها. قلة الخبرة: تُعد قلة الخبرة وعدم تحمل المسؤولية في الصّغر أحد أهم أسباب الطلاق المبكر. الندية: في بعض الأحيان تكون الندية من المرأة والعناد، بالإضافة إلى عدم القدرة على تغيير الطّباع السلبية، أحد الأسباب المؤدية للطلاق. الفشل في اختيار الشريك: يجب أن يُعطى كلا الزوجين مدّة كافية لدراسة أطباع بعضهما البعض قبل الزواج؛ لأن ذلك يُسهل على كل واحد منهم اكتشاف شخصية الآخر، ومدى التوافق الفكري والثقافي بينهم. عدم التخطيط للحياة الزوجية مسبقًا: فقد يلتهي كل طرف بأمور غير هامّة، ولا يُعطيان حياتهما الزوجية القادمة أي حق في النّقاش والتخطيط.
محمد عواد الرفاعي
Views: 15