عارضت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي في الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار مقدم من روسيا يقضي بالتخلي عن العقوبات أحادية الجانب بحق الدول المتضررة بفيروس كورونا المستجد وكانت سورية وعدد من الدول قد رفعت مذكرات إلى مجلس الأمن الدولي وعلت أصوات من كل جانب ووجهت مناشدات كثيرة بما فيها مناشدة ملحة من الأمين العام للأمم المتحدة تطالب برفع هذه العقوبات الجائرة بعد تفشي وباء كورونا عالميا وان استمرارها سوف يضعف سبل مكافحة الوباء أو التخفيف من كوارثه على الشعوب والدول والأسرة الدولية بشكل عام .
لا يفسر هذا الموقف المشين الذي جرى بتحريض مباشر من إدارة ترامب إلا على انه إصرار مستمر على التعامل مع القضايا الدولية بعقلية الاستعلاء والتجبر والكيدية والتغول في الصلف وإلحاق الأذى بالآخرين حتى في أحلك الظروف وأخطرها وهل هناك خطر اشد على البشرية جمعاء من انتشار فيروس كورونا المميت الذي لم يترك بلدا في جميع قارات الأرض من شروره بما فيها الدول التي وقفت ضد قرار أنساني صرف لرفع العقوبات ولاسيما الولايات المتحدة التي تصدرت جميع دول العالم في عدد الإصابات ؟؟.
لقد استهتر دونالد ترامب بأرواح البشر ومنهم الأمريكيين عندما لم يتوقف عن إطلاق التغريدات والتبجحات بأن الفيروس سينتهي من تلقائه كالأنفلونزا وبأن الأمر كما قال في لقاء انتخابي مجرد خدعة بل مؤامرة من الحزب الديمقراطي إلا أن فتح الأمريكيون عيونهم فجأةً على فظاعة المشاهد القادمة من إيطاليا واسبانيا وأوربا كلها والتي تسببت بحالات الهلع والخوف ودفعتهم نحو المتاجر وما تبعها من أعمال تكسير وسرقة وبدأت الشركات تطالب موظفيها بالمكوث في المنازل وتبقى الخطورة الأكبر في الحديث عن 110 مليون سيصابون بالفيروس في الولايات المتحدة .
إن الاستمرار في فرض العقوبات الأمريكية وزيادتها في ظل انتشار الوباء القاتل يعتبر جريمة وحشية مضاعفة بحق الإنسانية ترتكبها إدارة ترامب وهو ما سيزيد من صعوبة تنسيق الرد العالمي التضامني على خطر الجائحة الجديدة ويظهر كم هو قبيح وجه سلوك هذه الإدارة الحمقاء.
tu.saqr@gmail.com
Views: 10