مدير التحرير : اوس صقر
في خطوة هامة لمتابعة إصدارات المؤسسة العامة للسينما أثناء الحجر المنزلي قدمت المؤسسة العامة للسينما فيلمين روائيين طويلين من أحدث إنتاجاتها ضمن مشروع ” السينما في بيتك ” عبر منصة فيميو على شبكة الانترنت احد هذه الأفلام هو فلم “دم النخل ” للمخرج السينمائي نجدة أنزور ، أتيحت لي فرصة حضور الفلم عبر الأنترنت ..
إنترو مقدمة الفلم :
– **(( إنني أخشى لعنة الأجيال القادمة …لقد دمرت واحدةً من أكثر مدن الشرق إزدهاراً ..رفضت أسوار تدمر الحصينة أن تسقط أمام جحافل جنودي البواسل و لولا طموحي الصارم لها و تأخر وصول الإمدادات الموعودة لما سقطت المدينة …لقد ُذبح الكثير من التدمريين و قطعت لحومهم و لم ُيوفر منهم شيخ أو إمرأة أو طفل …لقد هدمنا البيوت فوق رؤوس أصحابها و نهبنا معبد إله الشمس …يلومونني لإنني تباهيت بالنصر على إمرأة …و لكنهم لا يعرفون أي إمرأة هي.. .ليتكم تعرفون أي إمرأة أقاتل …إمرأة جعلت الشرق و مصر يكنون لها كل إحترام …ليت كل الرجال بشجاعة و إقدام زنوبيا …ماذا سيقول التاريخ عني إذا غلبتني هذه المرأة وأنا أورليان إمبراطور روما العظيمة ….!! ))** ….أورليان ..إمبراطور روما .
– (( الدخل الثاني للدولة الإسلامية بعد بيع النفط ..هو بيع الآثار ..و هالتمثيلية يلي عم تعملوها قدام الكاميرات بتكسير التماثيل على أنها أصنام ..! ))
(( في التلمود ..يا للسعادة لمن يرى خراب تدمر ….))
بهذه الكلمات تمتم حارس الحضارة التدمرية المتجذر في الأرض كأعمدة تدمر عالم الآثار خالد الأسعد و هو بين يدي شياطين الأرض من تنظيم داعش الوحشي الإرهابي ….
هي حكاية ثلة من أبطال الجيش العربي السوري في ملحمة تراجيدية عميقة المعاني تأخذنا إلى البعد الإنساني الحضاري في مواجهة مغول العصر عملاء أمريكا و إسرائيل قاطعي الرؤوس و باقري البطون و آكلي القلوب و الأكباد أثناء اجتياحهم لمدينة تدمر الأثرية ، تتشابك المشاعر الإنسانية النفسية و تتحد في مواجهة الخطر و تطفو على السطح المكامن الأخلاقية الدفينة لكل شخص في ذروة الخوف و الأهوال و طبعاً في كل زمان يظهر أيضاً يهوذا الخائن ليبيع أغلى القيم بأبخس الأثمان بمنتهى الخسة و الإنحطاط ، و في لحظات الآلام المصيرية ينثر طيف الملكة زنوبيا البلسم على من صان الأمانة والعهد ، توليفة منسجمة سينمائياً متينة البناء الدرامي الروائي تلونها عين المخرج نجدة أنزرو بمشاهد احترافية من زوايا مختلفة و بتسلسل مرن و موسيقى متناغمة من تأليف الموسيقي رعد خلف تخطفك إلى تدمر و تجعلك تعيش القصة و تتفاعل معها و كأنك لست مجرد مشاهد يتسمر خلف الشاشة ببرود ، ساعتان تقريباً من الزمن توجز حكاية مدينة سورية في زمن الحرب الظالمة هي حكاية كل المدن السورية التي تعرضت لجحافل المد الإرهابي على إختلاف راياتهم و مسمياتهم فالأهداف واحدة …و الضحية واحدة …
رجال أبطال ..من مناطق سورية المختلفة جمعتهم صورة (( سيلفي )) مع الشهيد خالد الأسعد في بداية الفلم …ليوحد دماؤهم الموت على أرض سورية الحبيبة ..
الشكر الجزيل للفنان المبدع الصديق ( محمد فلفلة ) بدور الشهيد خالد الأسعد على هذا العرض المميز و على إتاحة الفرصة لي لحضور هذا الفلم الرائع …
Views: 24