ليست جديدة حملات التشكيك الهادفة إلى تخريب علاقات سورية بحلفائها وأصدقائها فلقد غدا هذا نهجا مستمرا لخصومها بل جزءا من الحرب الإرهابية السوداء منذ بدايتها على الأقل قبل عشر سنوات وفي كل مرة تحقق فيها سورية انتصارا داخليا أو خارجيا كانت تتصاعد هذه الحملات حيث تستل قوى العدوان خناجر الحرب النفسية المسمومة وتتجه أول ما تتجه لطعن علاقات سورية بالجهات التي وقفت معها .
جاء ذلك عبر حملات مفبركة من التشكيك والتضليل في محاولة لزعزعة الثقة بالحلفاء والأصدقاء انطلاقا من أن اقرب الطرق لإضعاف سورية وإبطاء زخم نجاحات جيشها الباسل يتمثل في إبعادها عمن يقفون إلى جانبها بغية الانفراد بها بعد التخلص من هذا التعاضد المتين معها الذي شكل الصخرة الثابتة العصية على التذبذب والتغيير طيلة السنوات الماضية .
في الآونة الأخيرة اشتدت الحملات المغرضة تمهيدا لتطبيق ما يسمى قانون قيصر الأمريكي فتوزعت الأدوار بين مختلف الأجهزة المعادية مستخدمة أساليب جديدة فقام عملاء للنظام التركي باختراق موقع روسي ونشروا مواضيع كاذبة عن سورية مما استدعى المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميترى بيسكوف للتوضيح إن موقف الكرملين “سلبي” تجاه المعلومات الكاذبة التي تم نشرها حول سورية.
كما لم يتأخر موقع وكالة الأنباء الفيدرالية الروسية نفسه عن الإعلان انه تعرض لقرصنة الكترونية من قبل مجرمين تابعين للنظام التركي ونشر مقالات تتعارض مع السياسة التحريرية للوكالة حول موضوعات ذات صلة بسورية وذلك بعد وصولهم إلى الموقع وتمكنهم من اختراقه بغية تشويه سمعة العلاقات الروسية السورية قبل أن يتم حذف المقالات من قبل قسم تكنولوجيا المعلومات في مكتب التحرير وبنت جوقة الإعلام المضلل على هذا الاختراق لبث المزيد من روايات الفتنة والتشكيك والتأليب .
هذه الحملات سقطت في الماضي وهي ساقطة ومكشوفة اليوم ولاسيما بعد أن تراكمت لدى السوريين خبرات عميقة في مواجهة الفبركات والتلفيقات خلال سنوات الحرب وباتوا يمتلكون مناعة ضدها بل وزادت ثقتهم بالأصدقاء الروس والحلفاء الإيرانيين والمقاومين في حزب الله الذين اختلطت دماء مقاتليهم بدماء المقاتلين السوريين .
Views: 8