الأولاد لنا, لن تظل دون زواج, ولن نسمح بأن يعيش أولادنا في بيت رجل غريب الحزن يخرق قلبها على رحيل رفيق الدرب, وهم ( أهل الزوج) يفكرون في الإرث والأولاد. مظهر آخر من مظاهر القهر الذي تعانيه المرأة في مجتمعنا بعد وفاة زوجها وترملها , يعمل على كبح خطواتها ولجم طاقاتها ويدفعها إلى دائرة القصور السلبية, هذا الحصار يتمثل في منظومة من المفاهيم والتصورات والعادات والتقاليد والقيم التي تحيط بالمرأة تاريخياً وتشكل ثقافة متكاملة تؤكد على دونية المرأة بالقياس إلى الرجل. فرغم أن الشرع أعطاها الحق الصريح بل وحبذا زواجها ثانية إلا أن الأعراف الاجتماعية لم ترض عن ذلك فوضعت تقييماً مختل التوازن ومجدت المرأة التي تكرس حياتها لأبنائها وتمثل دور الأب والأم معاً وتلغي نفسها بعد وفاة زوجها وسيكون من المعيب أن تفكر بالزواج وإلا ستلاحقها الغمزات والألسن أما الزوج الذي توفت زوجته سيكون أطفاله الحجة لزواج آخر سيبارك الجميع زواجه, ويحرضونه على ذلك, حتى قبل مرور الأربعين! والزوج الذي يعلن وفاءه وإخلاصه لزوجته ويرفض أي عرض للزواج يتهم بأنه يعيش حياة زوجية في الخفاء هذه النظرة للأرملة لا تختلف كثيراً عن العادة البشعة ( السوتي) التي كانت تطبق على المرأة الهندية لدى بعض القبائل الهندية , إذ تدفن الزوجة مع زوجها حية أو تحرق مع جثته , وهم يزعمون أن ذلك يورثها النعيم مع زوجها في السماء.
ها قد أفلست تماماً, حتى هي دخلت في حيز الممتلكات لاشيء له طعم ونكهة, لقد رسب جميع من حولها في امتحانات الجرأة والشهامة وأدمنوا القيل والقال.
وأتساءل:
هل كان قدر المرأة هذا الذي حلّ بها ? أم أن للبشر علاقة بصنع الأقدار?
البلاد برس محمد عواد الرفاعي
Views: 4