كشفت جريمة منيابوليس الأمريكية التي أقدم عليها أحد رجال الشرطة البِيض على رجل من أصول افريقية وخنقه وكتم أنفاسه ورفضه التّجاوب مع توسّلاته بالتوقّف لإنقاذِ حياته كشفت عمق التوحش في النظام الأمريكي وعن مدى تأثير مشاعر الكراهية والتمييز العنصري ضد الأقليات التي أججها ترامب منذ ما قبل وصوله إلى البيت الأبيض وهي متواصلة معه بإشكال مختلفة يسمعها العالم عبر تغريداته الخرقاء .
هذه الجريمة البشعة واحدة من تاريخ أمريكي حافل بالجرائم العنصرية قام عليه النظام الأمريكي عندما افني بوحشية منقطعة النظير أكثر من مئة مليون من الهنود الحمر وهم السكان الأصليين لأمريكا ومع وصول ترامب إلى السلطة عبر أصوات العُنصريين البِيض عادت الروح العنصرية إلى الحياة الأمريكية على نحو بغيض في ظل تهجمات مستمرة من الرئيس نفسه ضدّ المُهاجرين والمُسلمين وكلّها أدّت إلى تفاقم مُمارسات التفرقة العنصريّة في دولةٍ تدّعي أنّها زعيمة المُساواة والحريّة والحضارة في العالم .
وترامب لم يستنكر هذه الجريمة على فظاعتها حيث بدا مُؤيِّدًا لها من خِلال أخر تغريداته التي قال فيها “عندما تبدأ عمليّات السّطو يبدأ إطلاق النّار”، وكأنّه يُحرِّض الشّرطة على قتل المُشاركين بالاحتِجاجات وأعمال العُنف في منيابوليس رغم أن الشّريط الذي انتشر مِثل النّار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي ووثق جريمة القتل البَشِعَة بالصوت والصورة هز مشاعر الناس في كل مكان .
وجرائم ترامب خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية لا تقل وحشية عنها في الداخل حيث في ذروة انتشار وباء كورونا والحاجة الملحة إلى التضامن العالمي أوقف تمويل بلاده لمنظمة الصحة العالمية وقام بتجديد العقوبات ضد سورية وفرض على الاتحاد الأوروبي إتباع النهج ذاته وذهب إلى ابعد من ذلك عندما أعطي الأوامر بحرق حقول القمح في الجزيرة السورية بعد أن سرق النفط السوري جهارا نهارا في سياسة ممنهجة لإركاع سورية لكن الشعب الذي تحدى حصاره الجائر وحربه العدوانية لأكثر من عشر سنوات قادر على إفشال إرهابه الاقتصادي مهما اشتدت وطأته .
tu.saqr@gmail.com
.
Views: 7