ربما سمعتم بقرار منع السلطات المصرية لأغنية سيد درويش الشهيرة “يا بلح زغلول”، إلى جانب منع مقاطع من أغنية “أهو دا اللي صار”، حيث تعتبر الأغنيتان من التراث المصري، وترتبطان بذكرى مقاومة المصريين للاحتلال الإنكليزي.
فمَن هو “زغلول”، المذكور في الأغنية، وما قصتها، ولماذا تم منعها من العرض؟
يا بلح زغلول يا حليوة يا بلح.. لكن من هو زغلول؟
يُقصد بـ”زغلول” الزعيم المصري الشهير “سعد زغلول”، الذي قاد ثورة 1919، وشغل منصب رئيس وزراء مصر، ومنصب رئيس مجلس الأمة.
وقد كان لزغلول تاريخ سياسي حافل، فإلى جانب عمله في المحاماة، كان أحد المشاركين في ثورة عرابي، وقد زجّ به الاستعمار الإنكليزي في السجن عام 1883، لاشتراكه في تنظيم وطني عُرف باسم “جمعية الانتقام”.
وقد كان زغلول أحد المساهمين في وضع حجر الأساس لإنشاء الجامعة المصرية، مع كل من: الإمام محمد عبده، ومحمد فريد، وقاسم أمين، والتي تم إنشاؤها في قصر جناكليس (الجامعة الأميركية حالياً).
لكن، ما علاقة سعد زغلول بتلك الأغنية الشعبية؟
قصة أغنية “يا بلح زغلول”
بعد الحرب العالمية الأولى تزعّم سعد زغلول المعارضة السياسية في مصر، والتي كان أبرز مطالبها إلغاء الحماية الإنكليزية على الأراضي المصرية.
وفي العام 1919 قاد زغلول ثورةً شعبية كانت نواتها “جماعة الوفد المصري”، التي يرأسها زغلول ومجموعة كبيرة من السياسيين المصريين.
وقد شملت ثورة 1919 مجموعة واسعة من الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإنهاء الاحتلال الإنكليزي، وقد أصبح زغلول بعد هذه الثورة رمزاً وطنياً، يهتف الناس باسمه في الشوارع، فأينما توجهت في ذلك الوقت تسمع هتافات من قبيل “سعد سعد يحيا سعد”.
وقد أزعجت تلك الهتافات الإنكليز، لدرجة أن القائد العام البريطاني أصدر قراراً عسكرياً بالحبس لمدة 6 أشهر مع الأشغال، بالإضافة إلى 20 جلدة، لكل من يذكر اسم الزعيم “سعد زغلول” ويهتف به، سواء كان كبيراً أم صغيراً، رجلاً أم امرأة.
وبعد منع الإنكليز ذِكر اسم “زغلول” في الشوارع المصرية، قام المؤلف بديع خيري بالتحايل، واستبدال تلك الهتافات بأغنية شعبية من تأليفه باسم “يا بلح زغلول”، يتغنّى فيها بواحد من أفضل أنواع البلح المصري المسمى بـ”زغلول”.
وقد لحّن الأغنية الموسيقار الراحل سيد درويش، وخلال فترة وجيزة انتشرت أغنية “يا بلح زغلول” في كافة أرجاء مصر، لِما تحمله من دلالات سياسية مناهضة للاستعمار.
ويذكر أن هذه الأغنية التي غنتها نعيمة المصري هي واحدة من أواخر أعمال سيد درويش قبل وفاته، أو مقتله على يد الإنكليز عن طريق السم، كما تقول بعض الروايات.
لماذا منعها النظام المصري؟
وفقاً لما ورد في موقع الجزيرة، فقد منعت الرقابة المصرية عرض أغنية “يا بلح زغلول” ضمن المسرحية الغنائية التي تحمل اسم “سيد درويش”، والتي تقام على مسرح البالون، بالإضافة لمنع مقاطع من أغنية “أهو ده اللي صار”، لأسباب غير مفهومة.
وبما أن الأغنيتين تعتبران من الأغاني التراثية المصرية المرتبطة بذكرى مقاومة الاحتلال الإنكليزي، فقد استفز ذلك الأمر الشارع المصري، بما في ذلك أولئك المؤيدون للسلطة.
حيث وصف الناقد الفني طارق الشناوي ما جرى بأنه “عبث من المستحيل التجاوز عنه”، وأكد الشناوي أن ما جرى لم تشهده مصر في تاريخها.
بينما سخر ناشطون من موقف الرقابة، وقد برّروه بأن السلطات باتت تخشى كل الأغاني التي يتم فيها ذكر “البلح”، في إشارة للأغنية الساخرة التي غناها المصري رامي عصام، والتي تحمل اسم “بلحة”، وتسخر من السيسي ونظامه.
كلمات أغنية “يا بلح زغلول”
يا بلح زغلول يا حليوة يا بلح
يا بلح زغلول يا زرع بلدي
عليك ياوعدي يابخت سعدي
زغلول يا بلح يا بلح زغلول
يا حليوة يا بلح يا بلح زغلول
عليك أنادي في كل وادي
قصدي ومرادي
زغلول يا بلح يا بلح زغلول
يا حليوة يا بلح يا بلح زغلول
الله أكبر عليك يا سكر
يا جابر اجبر
زغلول يا بلح يا بلح زغلول
يا حليوة يا بلح يا بلح زغلول
ماعيتشي أبكي وفيه مدبر مين بس ينكر زغلول يا بلح
يا روح بلادك ليه طال بعاد
تعا صون بلادك
زغلول يا بلح يا بلح زغلول
يا حليوة يا بلح يا بلح زغلول
سعد وقال لي ربي نصرني
وراجع لوطني
زغلول يا بلح يا بلح زغلول
يا حليوة يا بلح يا بلح زغلول
Views: 9